طهران، فيينا – أ ب، رويترز، أ ف ب – استبقت طهران اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا اليوم، معلنة أنها تعدّ رداً «تفصيلياً، ذكياً وواعياً» على التقرير الأخير للوكالة الذي اتهمها بتنفيذ اختبارات لصنع سلاح نووي. في غضون ذلك، سخر قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي، من الولاياتالمتحدة التي «تزعم أنها ستهاجم إيران، وتواجه انهياراً اقتصادياً منذ ثلاث سنوات»، مشبهاً وضعها ب «وضع الشاه في أيامه الأخيرة». ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسيين غربيين ان مسؤولين من الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، يجرون محادثات مكثفة لصوغ قرار في شأن إيران، يصدر عن اجتماع مجلس محافظي الوكالة والذي يُختتم غداً. واشار ديبلوماسي غربي الى «إحراز تقدم»، منبهاً الى أنه «أكثر تفاؤلاً»، فيما قال ديبلوماسي غربي آخر: «سنصل إلى مرحلة يصبح فيها (النص) مقبولاً للجميع». لكن وكالة «أسوشييتد برس» أشارت الى معضلة تواجهها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في الوكالة، إذ يمكنها تحدي روسيا والصين، وإعداد نص قوي يطالب طهران بالإجابة عن الأسئلة التي طرحها تقرير الوكالة، ما يجعل موسكووبكين تصوّتان ضده ويؤثر في أي مفاوضات معهما في مجلس الأمن حول الملف النووي الايراني. كما يمكن واشنطن وحلفاءها تمرير نص ضعيف، لضمان موافقة بكينوموسكو عليه وإظهار «وحدة» المجتمع الدولي في هذا الشأن، مع ما يعنيه ذلك من عرقلة لجهود الوكالة في التحقق من الطابع العسكري المحتمل للبرنامج النووي الايراني. ونقلت «أسوشييتدبرس» عن ديبلوماسيين في فيينا ان الموقف الغربي غير واضح، اذ ثمة من يرجّح تصميم أميركا وحلفائها على موقف متشدد، فيما يعوّل آخرون على تمسكها بوحدة الدول الست، ولو بتمرير نص ضعيف. الى ذلك، أعلن آدم زوبين، المسؤول في وزارة الخزانة الأميركية، أن الولاياتالمتحدة تدرس إمكان فرض عقوبات على المصرف المركزي الإيراني، لكنها تحرص على ألا يؤثر ذلك في الشعب الايراني الذي «نريد بناء علاقة معه، بعد تحرره من قيود حكومته». وزاد أن واشنطن تود ألا يؤدي فرض العقوبات الى «ارتفاع حاد في أسعار النفط، مشكلاً نعمة لإيران». في طهران، اعتبر وزير الخارجية علي أكبر صالحي أن تقرير المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو «كان غير مدروس وغير عادل»، مضيفاً: «قررنا إرسال رد تفصيلي، سيكون ذكياً وواعياً وغير متسرع». وزاد: «الغرب يرغب في أن يكون رد الفعل الإيراني متسرعاً، ويتوقع مثلاً أن تعلن إيران انسحابها من معاهدة حظر الانتشار النووي، ولكن ليعلموا أن خطواتنا لن تكون متسرّعة. بلغنا مرحلة النضج، بحيث لا نتصرف في شكل منفعل ومتسرّع». واستبعد محمد جواد لاريجاني، رئيس «المجلس الأعلى لحقوق الانسان» في ايران، مستشار مرشد الجمهورية علي خامنئي، «أي عمل عسكري وشيك» ضد بلاده، محذراً من أن ردها «سيكون قاسياً ومدمراً». في غضون ذلك، كشف رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروزآبادي أن الانفجار الضخم الذي هزّ قاعدة ل «الحرس الثوري» السبت الماضي، وأوقع 17 عسكرياً قتيلاً بينهم الجنرال حسن تهراني مقدم، «مهندس» البرنامج الصاروخي الايراني، حدث خلال تنفيذ «بحوث» لم يحددها، وقال: «الانفجار لا صلة له بإسرائيل وأميركا، لكن المنتجات المتأتية من هذه البحوث ستوجه صفعة قوية الى الاستكبار والكيان الغاصب، والانفجار لن يؤدي سوى الى تأخير إنتاجها أسبوعين فقط». على صعيد آخر، نأت أنقرة عن عرض قدمته طهران، لبناء محطات نووية في تركيا. وقال وزير الطاقة التركي تانر يلدز: «إيران جارة مهمة. بيننا تجارة في النفط والغاز، لكن تعاوننا في مجال محطات الطاقة النووية، ليس في جدول أعمالنا الآن».