تونس - أ ف ب - أثارت تصريحات للقيادي الإسلامي التونسي حمادي الجبالي، الذي قد يتولى رئاسة الوزراء التونسية، حول «الخلافة»، جدلاً في البلاد وعقّدت المشاورات الشاقة الجارية لتشكيل الجهاز التنفيذي الجديد. وقرر حزب «التكتل» أحد حزبي اليسار الذي يجري مفاوضات مع «حزب النهضة» الذي فاز في الانتخابات، «تعليق» مشاركته في المناقشات، وفق المتحدث باسمه محمد بن نور. وقال بن نور «انسحبنا بعد تصريحات الجبالي حول الخلافة. هذه ليست مقاطعة لكننا أردنا توجيه رسالة وننتظر توضيحات». وكان الرجل الثاني في «النهضة» والمرشح لرئاسة الوزراء تحدث في لقاء الأحد الفائت في سوسة (جنوب شرق) عن «الخلافة السادسة» مثيراً استنفاراً على الساحة السياسية التونسية. وصرح جبالي الأربعاء أن العبارة أخرجت من سياقها. وقال في بيان نقلته «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» انه «حتى لا يتحول هذا الموضوع إلى قضية رأي عام ويتم توظيفه توظيفاً سياسياً ضيقاً أود رفع هذا الالتباس بصفة واضحة ونهائية». وأضاف «أن خيار حزب النهضة في الحكم السياسي هو خيار النظام الجمهوري الديموقراطي الذي يستمد شرعيته الوحيدة من الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة تحترم الحريات والحقوق والتداول السلمي على السلطة». وذكر سمير بن عمر عضو المكتب السياسي في «حزب المؤتمر من أجل الجمهورية» الذي حلّ ثانياً في الانتخابات بعد «النهضة» والمشارك في المشاورات السياسية، أن الجبالي «أخطأ عندما استعمل مصطلح الخلافة». وبدأت أحزاب «النهضة» و «المؤتمر من أجل الجمهورية» و «التكتل» منذ إعلان نتائج الانتخابات التي أجريت في 23 تشرين الأول (أكتوبر)، مناقشات سياسية شاقة لتشكيل الحكومة قبل الجلسة الأولى للجمعية التأسيسية المقررة في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وتشير الصحف التونسية إلى أن على رغم أن منصب رئيس الوزراء يبدو من نصيب «النهضة فإن النقاشات تتعرقل في ملف رئاسة الجمهورية التي يطالب بها رئيسا «التكتل» مصطفى بن جعفر و «حزب المؤتمر» منصف مرزوقي.