أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» إقامة «الخلافة الإسلامية»، وبايع أبو بكر البغدادي «خليفة على المسلمين»، فيما لم يسجل الجيش العراقي تقدماً يذكر في حملته على تكريت، كما لم يسجل أي اختراق في المفاوضات لانعقاد البرلمان غداً، أو اختيار رئيس للوزراء بدلاً من المالكي. (للمزيد) وقال الناطق باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ابو محمد العدناني في تسجيل ان «الدولة ممثلة بأهل الحل والعقد من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى قررت اعلان قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد ابو بكر البغدادي، فقبل البيعة وصار بذلك اماماً وخليفة للمسلمين». وأعلن إلغاء إسم «داعش» واستبداله باسم «الدولة الإسلامية». وأضاف: «وعليه يلغى اسم العراق والشام من مسمى الدولة من التداولات والمعاملات الرسمية ويقتصر على اسم الدولة الإسلامية ابتداء من هذا البيان». وتابع «ها هي راية الدولة الإسلامية، راية التوحيد عالية خفاقة مرفرفة تضرب بظلالها من حلب الى ديالا وباتت اسوار الطواغيت مهدمة وراياتهم مكسرة (...) والمسلمون أعزة والكفار اذلة وأهل السنة سادة مكرمين واهل البدعة خاسرة (...) وقد كسرت الصلبان وهدمت القبور، وقد عين الولاة وكلف القضاة، وأقيمت المحاكم، ولم يبق الا امر واحد، حلم يعيش في اعماق كل مسلم، امل يرفرف له كل مجاهد (...) الا وهو الخلافة». وتسيطر الدولة الإسلامية في العراق والشام على مناطق واسعة في شمال وشرق سورية، وتمكنت من توسيع انتشارها خلال الأسابيع القليلة الماضية الى مناطق واسعة في شمال وغرب العراق. في بغداد، ما زالت الكتل النيابية بعيدة من التوافق على اختيار رئيس للوزراء. وقال نائب مسؤول في التحالف الشيعي، رافضاً نشر اسمه ل «الحياة»، إن طائرات «سوخوي 25» الروسية التي وصلت الى قواعدها في العراق «قلبت طاولة المفاوضات في بغداد، وقرر ائتلاف رئيس الوزراء نوري المالكي العودة الى نقطة الصفر والتمسك بزعيمه لولاية ثالثة». السياسي الذي ربط بين وصول خمس طائرات روسية والمفاوضات لتشكيل الحكومة، عزز حديثه بتقدم القوات اول من امس في اتجاه تكريت، وقال :»عندما بدأت المعنويات العسكرية تتعزز بدأ وفد ائتلاف المالكي إلى المفاوضات تغيير موقفه، واضعاً شروطاً جديدة». ونقل عن احد المفاوضين المقربين من رئيس الوزراء قوله ان «حسم المعركة عسكرياً بات ممكناً». هذا المشهد يعتبره سياسيون اكراد وسنة، بالإضافة الى زعماء شيعة تكراراً لعشرات المفاوضات التي جرت خلال السنوات الماضية، مؤكدين أن: «طاولة المفاوضات كانت تنقلب كل مرة. لكن لن نسمح بذلك الآن، فلا علاقة للمعركة على الأرض بمنصب رئيس الوزراء وقد حسمنا أمرنا وأيدتنا المرجعية الدينية باختيار شخصية جديدة ومنع الولاية الثالثة». وعلى رغم تأكيد «التحالف الوطني» (الشيعي) مساء أول من أمس أنه الكتلة السياسية الأكبر التي ستشكل الحكومة، فإن احتمال تفتته، وتشكيل تيارات الصدر والحكيم والجلبي والجعفري تحالفاً جديداً مع الأكراد ما زال قائماً. الأجواء الكردية والسنية تشير بدورها، الى رفض ترشيح مدير مكتب المالكي طارق نجم لرئاسة الوزراء، وقارن بعض السياسيين بين هذا الترشيح وثنائية بوتين - ميدفيديف في روسيا. وكانت وزارة الدفاع العراقية اعلنت تسلم 5 طائرات «سوخوي 25 «، وهي لا تهدد بقلب المعادلة الشيعية فحسب، بل قد تفتح الباب أمام تطورات ميدانية في ساحات المعارك المفتوحة منذ اكثر من اسبوعين. وقال المقدم علاء الأعظمي، وهو طيار متقاعد، ان هذا النوع من الطائرات التي دخلت الخدمة عام 1978 استخدم على امتداد الحرب العراقية - الإيرانية. ووصفها ب «العمياء فهامش الدقة في اصاباتها محدود جداً، وإمكاناتها تظهر في الأهداف الثابتة لا المتحركة ولهذا فهي فعالة في ساحات المعركة مع جيوش نظامية، مقارنة بالحاجة الى اصابة اهداف متحركة ومجموعات متوزعة، خصوصاً داخل المدن وهذا ما تحتاجه القوات العراقية الآن». في واشنطن، حذر الرئيس باراك اوباما من احتمال انتقال جهاديين اوروبيين الى الولاياتالمتحدة لارتكاب اعتداءات هناك خصوصاً انهم ليسوا في حاجة إلى تأشيرات دخول. وقال في مقابلة مسجلة تم بثها أمس على شبكة «اي بي سي» ان «بعض الأوروبيين يتعاطفون مع قضية (المتمردين السنة) ويتوجهون الى سورية، وبعضهم الآخر يتوجه الى العراق حيث يكتسبون خبرات قتالية قبل ان يعودوا الى بلدانهم». وتابع: «في مواجهة هذه المخاطر علينا ان نعزز سياستنا في مجال المراقبة وطريقة جمع المعلومات على الأرض، وفي في بعض الأوقات علينا ضرب المنظمات التي تنوي الاعتداء علينا».