تبدأ المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في 2013 التشغيل الفعلي للقطارات الجديدة التي تصل سرعتها إلى 200 كيلومتر في الساعة، بعد أن يتم الانتهاء من استكمال البنية التحتية للسكك الحديد، فيما أكد وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري أنه سيتم الانتهاء من ازدواج الخط الحديد وأعمال التحويلات والجسور خلال الأشهر الستة المقبلة. وقال الصريصري إن قيمة تذكرة القطار ستكون تحت الدرس، ملمحاً إلى أنها سترتفع، إذ إن الأسعار الحالية لا تغطي 50 في المئة من الكلفة الفعلية للتشغيل. وذكرت مصادر ل«الحياة» أن لجنة متخصصة تقوم بدرس هذا الأمر، ملمحة إلى أن قيمة التذاكر قد ترتفع 30 في المئة عن قيمة درجة الرحاب التي تبلغ 130 ريالاً. وقام الصريصري، أمس، بتفقد أحد القطارات الجديدة في محطة الركاب في الدمام، والتي وصلت المملكة أخيراً في إطار اتفاق وقعه المؤسسة مع شركة كاف الإسبانية بقيمة 612 مليون ريال لتوريد ثمانية أطقم قطارات جديدة. وقال: «تأمين المؤسسة لهذه القاطرات الجديدة يعد قراراً استراتيجياً يخدم أهداف التشغيل على المدى البعيد»، مؤكداً أن ذلك سيدفع إلى تطوير هذا النشاط، إضافة إلى كونه خطوة مهمة نحو توفير أحد أهم متطلبات نقل الركاب بعد اكتمال مشاريع توسعة شبكة الخطوط الحديدية، مشيراً إلى أن المؤسسة تطمح إلى الاستفادة منها لمواجهة حجم الطلب المتزايد على خدمة نقل الركاب بين المنطقتين الوسطى والشرقية. وأضاف أن القطارات الجديدة تمثل قفزة نوعية في خدمات النقل بالسكك الحديد، إذ تعد من أحدث القطارات على مستوى العالم، وتتميز بمستوى عال من الرفاهية والفخامة، إضافة إلى سرعتها الفائقة التي تصل إلى 200 كلم في الساعة، إذ ستقلص زمن الرحلة بين الدمام - الرياض إلى قرابة ثلاث ساعات. وأشار إلى وجود عوائق تواجه تغيير مسار الخط الحديدي في محافظة الأحساء ونقله إلى خارج المحافظة، وألمح إلى وجود بعض الخلافات مع جهات حكومية بشأن نزع الأراضي العائدة لها، إلا أنها لن تأثر في عمل القطارات. وحول القطارات داخل المدن، أشار الصريصري إلى أن دراسات تم الانتهاء منها أكدت حاجة بعض المدن في المملكة إلى القطارات لفك الاختناقات المرورية فيها، مضيفاً أنها ستكون ضمن استراتيجية بعيدة المدى تتضمن النقل العام داخل المدن. ولفت الصريصري إلى أن توقيع عقد المرحلة الثانية مع الائتلاف الفائز في قطار الحرمين سيتم قبل نهاية العام الحالي. من جانبه، أوضح الرئيس العام للمؤسسة المهندس عبدالعزيز الحقيل، أن هذه القطارات ستدخل الخدمة قريباً، إذ يجري العمل حالياً على تجربتها والاطمئنان لسلامة تشغيلها على الخط الحديدي، وذلك بعد قيام المؤسسة بتنفيذ عدد من المشاريع التي استهدفت تطوير بنية الخط الحديدي وتأهيله ليتمكن من استيعاب تسيير قطارات عليه بهذه السرعة. وبيّن أن المؤسسة ستتسلم في غضون الأشهر القليلة المقبلة باقي هذه القطارات وعددها ثمانية أطقم، ويتكون الطقم من قاطرة وكابينة قيادة من الأمام والخلف، وهو ما يمكن القطار من السير في الاتجاهين من دون الحاجة إلى إجراء مناورة كما في القطارات العادية، إضافة إلى خمس عربات مقسمة إلى عربتين لدرجة الرحاب، وعربتين لدرجة الطليعة، وعربة مطعم، ومجهزة بمنظومة متطورة من وسائل السلامة والأمان وتتميز بوجود شاشات عرض تلفزيوني ونظام سمعي متطور على كل مقعد، وشاشات توضح بيانات الرحلة مثل اسم المحطة وجهة السفر والسرعة، كما أنها مجهزة لتشغيل خدمة الاتصال اللاسلكي بشبكة الإنترنت. وأكد أن ذلك يأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه المؤسسة على الانتهاء من استكمال مشروع ازدواج كامل الخط الحديدي المخصص لقطارات الركاب، وسيعمل هذا المشروع على توفير بيئة آمنة وانسيابية عالية في تدفق حركة القطارات ذهاباً وإياباً، إضافة إلى بناء معابر للسيارات والجمال على التقاطعات الواقعة على خط الركاب، وهو ما سيؤدي إلى إلغاء جميع التقاطعات وفصل مسار القطارات تماماً عن مسار السيارات والمركبات الأخرى.