لماذا تبقى الزوجة مع زوجها بعد ثبوت خيانته الزوجية؟ السؤال تردد كثيراً بعد فضيحة دومنيك ستراوس-كان وخادمة الفندق في نيويورك، فزوجته آن سنكلير انتصرت له ودفعت كفالة بملايين الدولارات ليخرج من السجن الى شقة اثناء النظر في القضية، ولا تزال تدافع عنه وتقول ان حبهما باقٍ مثل أول يوم. سمعت رداً على السؤال الذي بدأت به ألف جواب من اصدقاء الزوجين وخصومهما، ومن علماء نفس وغيرهم، وعندي جواب اضافي هو انه لو ان كل امرأة يخونها زوجها تطلقه لما بقي زوجان معاً في العالم كله، باستثنائي انا والقارئ طبعاً. الزوج يعيش في نية الخيانة حتى اذا لم يفعل، ويمكن تقسيم الزواج الى قسمين، ففي النصف الاول يريد الزوج الاخلاص لزوجته ولا يستطيع، وفي النصف الثاني يريد عدم الاخلاص وأيضاً لا يستطيع. نحن نسمع فقط عن الخيانة الزوجية عندما يكون اطرافها، الزوج او الزوجة، او العشيقة والعشيق، من المشاهير، ورئيس بلدية لندن بوريس جونسون يستطيع ان يوفر للصحف مادة يومية، ومع ذلك فزوجته مارينا لا تتركه مع انها محامية ناجحة سمعتها طيبة ولا تحتاج اليه ليعيلها. في الصحف اللندنية اقرأ هذه الأيام عن فضيحة مستمرة منذ 2010 عندما قرر وزير الطاقة كريس هيون، من الحزب الليبرالي الديموقراطي، تطليق زوجته فيكي برايس بعد علاقته مع عشيقته كارينا تريمنغهام. وآخر التفاصيل تصريح الزوجة بأن زوجها اختار نصف الوقت في مباراة كرة خلال بطولة كأس العالم الاخيرة ليبلغها قراره الطلاق منها. وكان لطلاقهما هامش عندما اتُهِم هيون بأنه خالف قوانين السير وطلب من زوجته ان تقول انها هي كانت السائقة. ولا يزال التحقيق مستمراً. غير ان قضية فيكي وكريس تبقى فضيحة محلية رغم انه وزير وهي خبيرة اقتصادية، ولا يمكن مقارنتها بفضيحة ستراوس-كان الذي كان رئيس صندوق النقد الدولي، ومرشحاً للمنافسة على الرئاسة الفرنسية، وزوجته آن سنكلير وارثة ومليونيرة كبيرة كان لها برنامج تلفزيوني يشاهده الملايين، وهي تنفق على طموحات زوجها السياسية، ثم تخلص له الى درجة العمى. دومنيك وآن يهوديان صهيونيان من مستوى ليكودي، واسم اسرتها الاصلي شوارتز، وهو زوجها الثاني وهي زوجته الثالثة. ولعلها ارادت ان يصبح زوجها اول رئيس يهودي لفرنسا (نيكولا ساركوزي من اصل يهودي) كمشروع سياسي، الا ان طموحها سقط مع سقوط زوجها، فخادمة الفندق كانت الاخيرة في سلسلة فضائح بين سنة واخرى، وعندما عاد الى فرنسا رفعت عليه صحافية قضية تحرش اسقطتها المحكمة ليس لانها لم تحدث بل لقدم العهد، وعدم لجوء الضحية الى المحاكم في حينه. وانتهى دومنيك ستراوس-كان وسمعته انه «شمبانزي في موسم الهياج الجنسي» بدل مرشح للرئاسة، حتى ان اسمه ارتبط في آخر فضيحة بفتيات ليل. (سمعت ان هذه الفضيحة الاخيرة اغضبت الزوجة المخلصة). هو يذكرني بفضائحه الجنسية المتكررة بقصة فرنسي آخر ذهب الى الكنيسة وجلس في كرسي الاعتراف وقال للكاهن ان عنده علاقة غرام بأربع نساء في المدينة. وقال الكاهن: عيب عليك. كيف تستطيع ان تفعل هذا؟ ورد الرجل: عندي موتوسيكل. لا اعتقد ان بيل كلينتون حاول يوماً الجلوس على كرسي الاعتراف لانه لو فعل لما بقي وقت ليعترف المصلّون الآخرون، والكل سمع بقصته مع مونيكا لوينسكي، غير ان تلك الفضيحة التي كادت ان تؤدي الى عزله جعلت نساء اميركا يقفن في صف (طابور) ليحكين عن علاقتهن معه. ومع ذلك صمدت هيلاري كلينتون معه. وأريد ان انصف الرجال، فالخيانة الزوجية ليست وقفاً عليهم، خصوصاً في الغرب حيث المساواة وصلت الى غرفة النوم. وهناك الف طرفة عن زوج يعود الى البيت ويجد زوجته في سرير الزوجية مع صديق او غريب. من هؤلاء رجل عاد الى البيت ووجد سيجاراً مشتعلاً في منفضة السجاير. وسأل زوجته: من اين هذا السيجار؟ وردت: كوبا. او هناك المحامي الذي قال لامرأة ان زوجها يريد الطلاق لانها خدعته، فقد عاد الى البيت مبكراً ووجدها مع رجل آخر. وهي ردت: ابداً. هو خدعني. قال انه سيقضي الليل خارج البيت ثم عاد مبكراً. وأختتم بزوجين، من الخواجات طبعاً، لا يزال الحب متوهجاً في قلبيهما بعد 20 سنة من الزواج... هي تحب بائع الحليب وهو يحب الجارة. [email protected]