تصاب بالعجب والدهشة بل الذهول أحيانًا من ترشيح شخصيات عامة لمناصب عليا، من دول حضارية ومتقدمة، وتتحكم عبر هذه المناصب في مصير الدول النامية، أحدها صندوق النقد الدولي. فلطالما أدهشت الإعلامية الفرنسية آن سنكلير زوجة دومينيك ستروسكان، الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي الجميع بوقوفها خلف زوجها والتستر على فضائحه الجنسية، وكانت سنكلير، وهي صحافية ووجه تلفزيوني مشهور في فرنسا، قد وقفت بصلابة خلف زوجها، في وجه عواصف عاتية بدأت باتهامه العام الماضي بمحاولة اغتصاب خادمة في فندق سوفيتيل نيويورك، وهي الحادثة التي كلفته وظيفته المرموقة بعدما تولاها 4 سنوات. ومنذ ذلك الحين كُشف النقاب عن تورطه في سلسلة طويلة من فضائح تتعلق بالتحرش الجنسي، وتشمل عددًا من نساء المجتمع الباريسي المخملي، وأخيرًا اتهامه في إدارة شبكة تقوم على الأعمال الإباحية وحفلات الجنس الجماعي التي تشارك فيها قاصرات. اليوم أفادت وسائل الإعلام بأن دومينيك ستروسكان وافق على تسوية ثنائية يدفع بموجبها 6 ملايين دولار لعاملة السوفيتيل المغتصبة، كتعويض عن الأذى النفسي، وإغلاق الملف، ومن المتوقع أن تعقد الجلسة النهائية خلال أيام للقضية التي استمر البت فيها سنة ونصف. يقول الزوج (السلتوح)، انه سوف يوفر المبلغ للعاملة عن طريق مصرف يقترض منه 3 ملايين دولار، وسيطلب من زوجته الثرية سنكلير الملايين الثلاثة المتبقية، وذلك بعد أن اعترف بوقوع المضاجعة، لكنه نفى نفيًا قاطعًا أن ذلك حصل عنوة، يعني أن زوجة المتحرش كُتب عليها أن تعيش بلا إحساس وبلا مشاعر، فالخيانة الزوجية للأسف واحدة، ومع ذلك يطلب منها اليوم بوقاحة أن تساعده في تسديد نصف قيمة الفضيحة. يبدو أن السيل قد بلغ الزبى أخيرًا بالزوجة المسكينة، التي سبق وأن دفعت له من مالها الخاص أكثر من مليون دولار ضمانة له في محاكم نيويورك، لإطلاق سراحه بكفالة، وأعلنت مؤخرًا أنها لم تجد خيارًا غير الانفصال عنه بعد 21 سنة في عش الزوجية، والزوج المفضوح، يقول لها: ادفعي الملايين الثلاثة وبعد ذلك اعملي ما تشائين، لكن لا تتركيني في منتصف الطريق. بقي أن نقول: إن ستروسكان يهودي من أصل مغربي.