بروكسيل، موسكو، طهران - «الحياة»، أ ف ب -حض الاتحاد الأوروبي ايران امس، على معالجة المخاوف الدولية من «عسكرة» برنامجها النووي، ولوّح بتشديد العقوبات عليها وصولاً الى عزلها دولياً، اذا واصلت مساعيها لتوسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وابدى الاتحاد، في اجتماع لوزراء خارجيته في بروكسيل، قلقه من نتائج تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن تطوير إيران تكنولوجيا نووية عسكرية. وبرز خلال الاجتماع تباين في وجهات النظر بين محور تقوده بريطانيا يفضل إبقاء خيار التدخل العسكري ضد إيران قائماً، ومحور ألماني – فرنسي حذر من أخطار هذا الخيار ورفض التلميح اليه. وبرز موقف روسي رافض لتشديد العقوبات على ايران. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تعتبر ان العقوبات «استنفدت مهماتها» وبات من الضروري تسوية الملف بالطرق الديبلوماسية في اطار «السداسي»، في اشارة الى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. وقال لافروف إن «ما يجري حول ايران في الفترة الأخيرة، وخصوصاً بعد صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يعد تصعيداً شبيهاً بمحاولة خارجية لتغيير النظام». وفي اتهام مباشر لدول غربية، اعتبر لافروف أن الوضع يجري «على طريق رسمه البعض، وهو نابع من رغبة في تأجيج المواجهة والوصول إلى سيناريو يفجر الموقف». واعتبر ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية «لم يتضمن جديداً»، ودعا الوكالة الى الكشف عن البلد الذي قدم الوثائق المستخدمة في التقرير. وقال لافروف: «اننا نتعامل مع هذه القضية بشكل جدي، وندعو الإيرانيين الى الحوار وتقديم اجابات وافية عن هذه الأسئلة». وأضاف ان «هذه عملية طويلة، ولا تحتمل التسييس». وفي بيان إثر اجتماعهم في بروكسيل، اعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن «القلق المتزايد حيال البرنامج النووي الإيراني وعدم إحراز تقدم في الجهود الديبلوماسية» في هذا الشأن. ودان البيان «التوسّع المستمر لبرنامج إيران لتخصيب اليورانيوم»، وأعرب بشكل خاص عن «القلق من نتائج تقرير الوكالة حول النشاطات الإيرانية المتعلقة بتطوير تكنولوجيا نووية عسكرية، ما يقود الى استنتاج أن إيران تنتهك الالتزامات الدولية بما في ذلك 6 قرارات لمجلس الأمن و10 لمجلس محافظي الوكالة». وعلى هامش الاجتماع، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان الخيار العسكري سيكون «أسوأ من السوء» و»سيقودنا الى دوامة عنف لا يمكن السيطرة عليها». لكنه قال ان ارادة ايران في امتلاك السلاح الذري تمثل «خطراً رئيسياً على استقرار المنطقة والعالم». كذلك قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله ان «عقوبات اشد هي امر حتمي اذا واصلت ايران رفض التعاون مع الوكالة الذرية، لكننا لا نشارك في المناقشة حول تدخل عسكري ونعتبر ان مثل هذه المحادثات تاتي بنتائج عكسية ونرفضها». وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: «اننا لا ندعو الى تدخل عسكري ولا نوصي به، لكن في الوقت ذاته، نقول ان كل الخيارات يجب ان تظل على الطاولة». في المقابل، افادت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، بأن آلاف الإيرانيين معظمهم من طلاب الجامعات، سيشكلون سلسلة بشرية حول منشأة تحويل اليورانيوم قرب مدينة أصفهان. وأشارت إلى إن «الخطوة تأتي بمبادرة من طلاب جامعة أصفهان، وسيتم التعبير من خلالها عن دعم الأنشطة النووية لإيران والاحتجاج على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن إيران الذي اعتبروه لا أساس له». من جهة أخرى، تحقق شرطة دبي في ملابسات وفاة أحمد رضائي (31 عاما) نجل السياسي الإيراني المحافظ محسن رضائي. ولم تستبعد مصادر قريبة من التحقيق فرضية الانتحار، علماً ان موقع «تابناك» على الإنترنت القريب من محسن رضائي اشار الى ان الوفاة تحوطها «الشبهات». وكان أحمد رضائي غادر ايران الى الولاياتالمتحدة العام 1998 وانتقد والده والحكومة الإيرانية علناً، قبل أن يعود الى بلاده بعد خمسة أعوام. ثم غادر إيران مرة أخرى العام 2009.