بدأ وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي امس محادثات تدعو الى زيادة الضغوط على ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل ولكنها لا تزال منقسمة حول الحديث عن الخيار العسكري. ورفض وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي امس اي نقاش حول احتمال شن ضربات عسكرية على ايران، واكد لدى وصوله الى مقر المحادثات "نحن لن نشارك في اية مناقشة عن اي تدخل عسكري" ضد ايران. وقال ان "عقوبات اشد هي امر حتمي اذا واصلت ايران رفض التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكننا لا نشارك في المناقشة حول تدخل عسكري ونعتبر ان مثل هذه المحادثات تاتي بنتائج عكسية ونرفضها". الا ان بريطانيا قالت انه يجب طرح جميع الخيارات على الطاولة. وردا على سؤال حول امكانية شن ضربة عسكرية ضد ايران، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "نحن لا نفكر في ذلك (التدخل العسكري) في الوقت الراهن ولا ندعو الى تدخل عسكري ولا نوصي به لكن في الوقت نفسه نقول ان كل الخيارات يجب ان تظل على الطاولة". من جانبه ركز وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه على تشديد العقوبات التي يريدها الغربيون على ايران. وصرح للصحافيين "بالطبع سندرس خلال الاشهر المقبلة زيادة الضغط السلمي المشروع على ايران في اطار نهجنا القائم على مسارين اولهما الاستعداد لاجراء مفاوضات اذا ما كانت هناك اية مفاوضات حقيقية، ولكن في الوقت نفسه زيادة الضغوط على ايران من خلال العقوبات". وصرح مسؤولون لوكالة فرانس برس ان الوزراء ال 27 سيناقشون "فرض اجراءات مشددة قوية جديدة" في مواجهة عدم تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية او في المحادثات مع القوى العالمية. وقال جوبيه ان على المجتمع الدولي ان يتخذ موقفا "حازما جدا" عن طريق تشديد العقوبات ضد ايران "لتجنب حدوث تدخل لا يمكن اصلاحه". وقال دبلوماسيون ان الوزراء سيدرسون مسودة بيان ينص على ان "أيران تنتهك الانظمة الدولية". ويقول البيان "نحث ايران على معالجة المخاوف الدولية .. وسيتم اتخاذ اجراءات مشددة قوية جديدة في اجتماع مقبل يدرس اعمال ايران". واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في هاواي الاحد ان المجتمع الدولي متحد في وجه البرنامج النووي الايراني، موضحا انه بحث في هذا الملف مع نظيريه الصيني والروسي اللذين يرفضان فرض عقوبات على طهران. وفي مؤتمر صحافي عقده عقب قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ اكد اوباما ان الولاياتالمتحدة ستجري مشاورات مع موسكو وبكين في الاسابيع المقبلة لممارسة مزيد من الضغط على ايران. واعتبر اوباما انه عند توليه مهامه مطلع 2009 كان العالم منقسما حول المسالة النووية الايرانية. واعرب عن ارتياحه لان "العالم الان متحد وايران معزولة" وذلك بعد اقل من اسبوع من نشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا اعربت فيه عن "مخاوف جدية" من احتمال ان تكون ايران تعمل على اعداد السلاح النووي. واعتبرت الدول الغربية ان ذلك التقرير يبرر فرض مزيد من العقوبات الدولية بحق ايران لكن الصين وروسيا رفضتا ذلك. لكن ايران رفضت اتهامات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي نشرت تقريرها في حين كان القادة الاسرائيليون يلحون منذ عدة ايام بشن هجوم "وقائي" على المنشآت النووية الايراني. وقد فرض مجلس الامن الدولي منذ 2007 اربع مجموعات من العقوبات الاقتصادية والمالية على ايران في حين اتخذ الغربيون وعلى راسهم الاميركيون عقوبات اضافية اشد بكثير من تلك التي اتخذتها الاممالمتحدة. من جهة أخرى أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس عن قناعة روسيا بأن العقوبات ضد النظام الإيراني قد استنفدت بالكامل، معتبراً أن ما يجري في إيران أشبه بالمحاولة للإطاحة بالنظام. ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن لافروف قوله للصحافيين في طريقه من هونولولو إلى موسكو، إن روسيا ترى أن المجتمع الدولي استنفد ما يمكن إتخاذه من إجراءات عقابية ضد إيران، وإنه من الضروري أن يتم حل المسألة الإيرانية بالطرق الدبلوماسية. وأضاف وزير الخارجية الروسي أن التهديد بمزيد من العقوبات ضد إيران بعد أن فعل مجلس الأمن الدولي كل ما يمكن اعتباره ضغطاً عقابياً بخصوص البرنامج النووي الإيراني، ناهيك عن التهديد بضربات جوية، معناه "إبعاد إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي". ونقل صحافيون عن لافروف قوله إن ما يجري حول إيران مؤخراً، وخاصة بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أشبه بالمحاولة للإطاحة بالنظام. ورأى أن تقرير الوكالة الدولية لا يتضمن أي جديد، داعياً الوكالة إلى كشف اسم البلد الذي قدّم الوثائق لإعداد هذا التقرير.