يعاني عبدالرحمن السقاف (13 عاماً) من الفشل الكلوي منذ صغره، وهو الآن يعيش على الغسيل البروتوني، حاولت والدته التبرع له بإحدى كليتيها لكن لم تتيسر الأمور، إذ لم تتناسب مع طفلها. تقول أم عبد الرحمن ل«الحياة» : «بدأت مراحل استشفائه بالقرآن الكريم والعلاج حتى بلغ الثامنة من عمره، حينها اضطررت إلى بدء الغسيل الكلوي، ومنذ ذلك الوقت والآلام لم تفارقه، فضلاً عن قسوة الظروف والمواصلات حتى حولوني على الغسيل البروتوني، بل قدمت منذ عامين على قائمة الحاجة للتبرع وما زلت أنتظر الفرج العاجل بإيجاد متبرع». وعلى رغم صغر حجم المريض عبد الرحمن الذي يدرس في الصف الثاني المتوسط إلا أنه في داخله عملاق يريد أن ينطلق في الحياة، يقول بابتسامة تسبق حديثه دائماً «أتمنى أن أصيح» لأشعر من حولي بأني «قوي ولا أشعر بألم». بدورها، طالبت استشارية أمراض كلى الأطفال، الأستاذة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة جميلة قاري بإيجاد مراكز مميزة لعلاج أمراض كلى الأطفال، فهذا النوع من الطب متخصص جداً ويختلف من مرض الكبار، وأردفت: «يشترط في أن تكون هذه المراكز ذات إمكانات كبيرة لعلاج الأطفال وألا تقتصر على علاج الفشل الكلوي، إذ إنه شائع في السعودية مرض القصور في عمل الأنابيب، وهو المتلازمة غير المستجيبة للعلاج بالكرتزون وكذلك المتلازمة الكلوي الخلقية، وهي من الأمراض التي تؤدي إلى الفشل الكلوي، علاوة على أن الغسيل لا يكون في مراكز الكبار ما يستدعي وجود مراكز مختصة فقط بالأطفال تراعي حاجاتهم النفسية والصحية، والعالم بأسره فرق طبياً الكبار عن الصغار». وشكت قاري من التساهل في عمليات معالجة الأطفال من مثل هذه الأمراض، واستطردت: «يوجد في المستشفى الجامعي قسم مختص لكن الضغط كبير والإمكانات ليست كافية»، واستدلت بما يجري في بريطانيا التي لا يتعدى متوسط إخضاع الأطفال للغسيل فيها أكثر من تسعة أشهر عكس ما هو حاصل لدينا، إذ ينتظر الطفل للزراعة أعواماً عدة. وأكدت أن إحدى الحالات انتظرت 10 سنوات، مرجعة ذلك إلى عوائق عدة أهمها عدم وجود المتبرع جراء ثقافة الخوف من التبرع، إضافة إلى صعوبة الوصول إلى المراكز المختصة لزراعة الكلى للصغار جراء الضغط الشديد عليهم. نجلاء حريري، أحد الذين سارعوا إلى التسجيل في بطاقات التبرع حال الوفاة، قالت ل «الحياة»: «معاناة الناس هي وحدها ما دفع بي للمسارعة إلى التسجيل، والأهم من ذلك كله اعتقادي بأنها ستكون لي صدقه جارية، وهو ما حفزني أكثر على تفعيل حملة صغيرة في صفحتي على موقع «فيسبوك» أدعو عبرها إلى أهمية التبرع والأجر المترتب عليه وما زلت حتى اليوم أناشد الكثير أن يسارعوا ويسجلوا «كلنا سنموت لكن من منا يفكر كيف يستطيع استثمار موته بأن يهب أعضاءه لشخص يتألم وبحاجة لأن يعيش»، و«من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً».