نيقوسيا، الرياض -»الحياة»، أ ف ب - كشف مصدر في المجلس الوطني السوري المعارض، عن تأجيل الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها وفد من المجلس إلى موسكو الأسبوع الحالي، وذلك بعد قرار وزراء الخارجية العرب أول من أمس تعليق عضوية الحكومة السورية في اجتماعات الجامعة العربية، والاعتراف ضمناً بالمعارضة السورية ودعوتها إلى اجتماع في مقرّ الجامعة للبحث في «المرحلة الانتقالية المقبلة». كما رحب المجلس الوطني، الذي يضم عدة اطياف من المعارضة السورية أمس بقرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سورية، معتبراً انها «خطوة في الاتجاه الصحيح». وأكد المجلس في بيانه «ترحيبه بالقرارات التي اصدرها المجلس الوزاري العربي» معتبراً انها «تمثل ادانة واضحة للنظام السوري الذي امعن في عمليات القتل والتدمير». واعتبر المجلس ان «نضالات شعبنا في وجه النظام الدموي ... وتضحياته كانت الدافع القوي في تغيير الموقف العربي والدولي لصالح الثورة السورية». وحض بيان المجلس على تنفيذ القرارات التي اتخذتها الجامعة فوراً «لمنع النظام من استغلالها في قتل مزيد من المدنيين والمتظاهرين». وأعرب المجلس الوطني عن «جاهزيته للتفاوض حول الفترة الانتقالية ضمن نطاق الجامعة بما يضمن تنحي بشار الاسد وانتقال السلطة الى حكومة ديموقراطية تعبر عن الشعب السوري ولا تضم اياً من مكونات النظام ممن تلوثت ايديهم بالدماء». وكانت الجامعة اعترفت في قراراتها ضمنياً بالمعارضة السورية ودعتها الى اجتماع في مقر الجامعة لبحث «المرحلة الانتقالية المقبلة». وأضاف البيان ان «المجلس الوطني يمد يده إلى اي قوى سياسية وشخصيات وطنية لم تحسم موقفها بعد لتوحيد الموقف ورص الصف الوطني لمواجهة استحقاقات المرحلة، والعمل معاً من اجل احداث التغيير الديموقراطي المنشود». والمجلس الوطني السوري الذي اطلق رسمياً في الثاني من تشرين الاول (اكتوبر)، ضم للمرة الاولى تيارات سياسية متعددة لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سورية وكذلك احزاباً كردية واشورية. إلى ذلك، كشف مصدر في المجلس الوطني، عن تأجيل الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها وفد من المجلس إلى موسكو الأسبوع الحالي. وقال زياد السيد عضو المجلس الوطني عن «اعلان دمشق»، في اتصال هاتفي مع «الحياة»، إن «المجلس بصدد تأجيل زيارته المزمعة الى موسكو لحين اتضاح الموقف في الجامعة العربية من قرار التعليق ومن الاعتراف بالمجلس الوطني»، مشيراً الى ان «الزيارة ستتم بعد اجتماع الجامعة في السادس عشر من الشهر الجاري». وأكد ان «المهمة الأولى للمجلس على المستوى السياسي الخارجي في المرحلة الحالية هو استمرار التواصل مع الجامعة لإقناعها بأهمية تصعيد الخطوات في الاجتماع المقبل لأن ما اتخذته الجامعة بالأمس هو خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنها غير كافية». وأضاف السيد من مقر إقامته في لندن ان «روسيا تدرك أن المعارضة الآن منشغلة بمهلة الجامعة العربية لتوحيد صفوفها، والتي يجب استغلالها»، محذراً في الوقت ذاته من ان «ابقاء الباب موارباً أمام نظام الأسد سيعطيها رسالة خاطئة وسيفسح المجال ان تقدم على دمار كبير ومجازر وحشية كمجزرة حماة في الثمانينات». ولفت إلى أن «أي تأخير في اتخاذ موقف حاسم من قبل الجامعة والمجتمع الدولي سيؤدي ربما الى حرب أهلية يسعى نظام الأسد إلى الوصول إليها كورقة أخيرة وهناك حملة تسليح كبيرة لقرى الساحل السوري». وكانت موسكو وعلى لسان نائب وزير الخارجية ميخائيل باغدانوف أعلنت انها ستستقبل وفداً يمثل المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون. وان الوفد سيلتقي كل من وزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي. واستقبلت موسكو اخيراً وفدين من المعارضة السورية، رغم استخدامها الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار غربي لإدانة «العنف» في سورية.