يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً اليوم في الرباط لبحث تطورات الأوضاع في سورية، وذلك مع انتهاء مهلة الأيام الأربعة التي منحها الوزراء السبت الماضي للحكومة السورية قبل تطبيق قرارهم بتعليق مشاركة وفودها في اجتماعات مجلس الجامعة إلى حين قيامها بتنفيذ تعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية. كما يتزامن اجتماع الوزراء العرب مع الدعوة التي وجهتها «الهيئة العامة للثورة السورية» الى التظاهر اليوم في «اربعاء التآخي الوطني». وفي خطوة من شأنها ان تقطع الطريق على القمة الطارئة التي دعت اليها سورية، رفض مجلس التعاون الخليجي امس هذه الدعوة. وقال امينه العام عبد اللطيف الزياني ان «مجلس التعاون يرى ان عقد قمة عربية في هذا الوقت غير مجد»، ملاحظا ان «مجلس الجامعة في حالة انعقاد لمتابعة الازمة السورية». الى ذلك شدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على «اهمية أن تطبق الاتفاقية التي توصلت إليها جامعة الدول العربية مع الرئيس بشار الأسد». وذكر انه على اتصال مع الدول الأعضاء في الجامعة، خصوصاً مع أمينها العام نبيل العربي. وأمل أن تمارس الجامعة دورها القيادي بحيث تصل الى حل في أسرع وقت. وكان مجلس الامن تبنى امس بياناً بالإجماع حمّل السلطات السورية مسؤولية حماية المقرات الديبلوماسية والسفارات والقنصليات. ودان الاعتداءات على هذه المقرات داعياً الحكومة السورية الى «التزام واجباتها الدولية بشكل كامل واتخاذ كل الخطوات المناسبة لحماية المقرات والأشخاص الديبلوماسيين». من جهة اخرى اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) امس انه «تم إخلاء سبيل 1180 موقوفاً تورطوا في الأحداث في سورية ولم تتلطخ أيديهم بالدماء». وهذه هي الدفعة الثانية بعد اطلاق 553 سجينا لمناسبة عيد الاضحى المبارك. وفي القاهرة قالت مصادر ديبلوماسية عربية ل «الحياة» إن اجتماع وزراء الخارجية اليوم في الرباط، والذي سيحضره الوزير وليد المعلم بحسب ما تردد مساء امس، سيعرض مواقف الدول الأعضاء من دعوة الرئيس بشار الأسد إلى القمة. كما سيؤكد الوزراء على القرارات التي سبق لهم اتخاذها في اجتماعهم الاخير يوم السبت الماضي. وينتظر ان يعرض العربي تقريرين على الوزراء: الأول عن آلية توفير الحماية للمدنيين السوريين التي كلفه الوزراء بإعدادها، والثاني حول نتائج مشاوراته مع المعارضة السورية. في حين دعت واشنطن الجامعة إلى البعث برسالة قوية إلى دمشق. واعربت عضو المكتب التنفيذي ل «المجلس الوطني» السوري الدكتورة بسمة القضماني عن ثقتها في أن وزراء الخارجية في اجتماعهم اليوم في الرباط سيقرون آلية حماية المدنيين وبعثة المراقبين إلى سورية خلال أيام قليلة. كما أن المعارضة ستمد الجامعة بمعلومات يومية لتكون مهمة المراقبين فعالة ويكونون قادرين على ادائها، لافتة إلى اهمية اتصال المراقبين بجهات على الأرض للحصول على المعلومات الحقيقية. من جهة ثانية ظهرت خلافات في المواقف بين وفد «المجلس الوطني» والمسؤولين الروس الذين التقاهم امس في موسكو. وطالب وفد المجلس الذي اجتمع مع وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف ومسؤولين آخرين باتخاذ الحكومة الروسية موقفاً حقيقياً من دعم الشعب السوري وحقه في الكرامة. كما دعا موسكو الى دعم القرارات الاخيرة لوزراء الخارجية العرب والامتناع عن استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي لتعطيل القرارات التي تدين اعمال القمع التي يرتكبها النظام السوري. وسمع الوفد من المسؤولين الروس موقفاً يدعو الى الحوار والتفاوض مع النظام على ترتيبات المرحلة الانتقالية. واعلن رئيس المجلس برهان غليون في مؤتمر صحافي ان الروس رفضوا مطالبة «المجلس الوطني» بتنحي الرئيس الاسد ولم يقدم الوزير لافروف اقتراحات ملموسة للخروج من الازمة.