أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، أمس أنها ضبطت خلية «تُخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية وأشخاص» في مملكة البحرين، بينها السفارة السعودية في المنامة، وجسر الملك فهد الذي يربط البحرين بالسعودية إضافة إلى مقر وزارة الداخلية البحرينية، وتنفيذ اغتيالات تستهدف شخصيات. وكشفت الوزارة في بيان أصدرته أمس (تلقت «الحياة» نسخة منه)، عن أن ضبط الخلية تم بالتنسيق مع «السلطات الأمنية القطرية التي تمكنت من القبض على أربعة بحرينيين، دخلوا قطر عبر الحدود البرية مع السعودية، وأثناء اتخاذ إجراءات التفتيش الجمركية للسيارة التي كانوا يستقلونها، تم العثور على مستندات وأوراق وجهاز كومبيوتر، تضمنت معلومات ذات أهمية أمنية، وتفاصيل عن بعض المنشآت والجهات الحيوية، وحجوزات طيران إلى سورية، ومبالغ مالية بالدولار الأميركي و«التومان» الإيراني. وأقر المتهمون خلال التحقيق معهم من جانب السلطات الأمنية القطرية، «بمغادرتهم البحرين بطرق غير مشروعة، بتحريض من آخرين، للتوجه إلى إيران، عبوراً بدولتي قطر وسورية، بقصد إنشاء تنظيم للقيام بعمليات إرهابية مسلحة في البحرين، ضد بعض المنشآت الحيوية والأشخاص». وتسلمت السلطات البحرينية المتهمين الأربعة، مساء الجمعة 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري «لاتهامهم بالتخطيط لتنفيذ جرائم إرهابية». وأوضحت وزارة الداخلية البحرينية أنه تم «اتخاذ الإجراءات القانونية في شأن المتهمين، والتحفظ على ما تم ضبطه معهم من أدلة ومضبوطات، وبدأ التحقيق معهم». وذكرت أنه كشف أنهم كانوا يستهدفون «جسر الملك فهد، ومبنى وزارة الداخلية، والسفارة السعودية في البحرين، وأشخاصاً. كما اعترفوا على شخص خامس، اتضح أنه موجود في البحرين، وتم إلقاء القبض عليه، وإحالة المتهمين الخمسة إلى النيابة العامة». واعتبر مصدر أمني بحريني، في تصريح ل«الحياة» أن عملية التخطيط هي «الأولى من نوعها التي يتم الإعلان عنها، وتستهدف منشآت حيوية». وأشار إلى أن ذلك يمثل «تطوراً في مجال التخطيط لاستهداف أمن البحرين ومواطنيها. إلا أن ذلك لن يتم، خصوصاً في ظل المتابعة الأمنية للمنشآت الحيوية والمنافذ البرية والجوية كافة، سواء من خلال العناصر الأمنية الموجودة على الأرض، أو من خلال كاميرات المراقبة التلفزيونية المرتبطة بغرف تحكم تابعة لوزارة الداخلية، تقوم بمراقبة أي تحركات مشبوهة في المناطق والمتسلسلة الحيوية». وعلى صعيد متصل، كشف الناطق باسم حرس الحدود في المنطقة الشرقية للسعودية العميد محمد الغامدي عن إنشاء «وحدة خاصة لأمن جسر الملك فهد، تتبع قيادة حرس الحدود. وتقع في الجزيرة ذاتها التي تتمركز فيها المرافق الخدمية والأمنية على الجسر». وأضاف: «تضم الوحدة ضباطاً وأفراداً وقوارب لتأمين حراسة الجسر وزوارق الدوريات، إضافة إلى مهمات أخرى، تشمل البحث والإنقاذ». وذكر أن على رأس المهمات «حراسة الجسر والحدود البحرية». وعن رصد القوارب، قال الغامدي ل«الحياة»: «غالباً ما يكون بين الطرفين السعودي والبحريني رصد القوارب المتجاوزة للمياه الإقليمية، سواءً أكانت بحرينية أو سعودية، وهذا أمر متكرر ووارد، لعدم وجود علامات بحرية، ويتم اتخاذ الإجراءات المنصوص عليها في النظام»، مؤكداً أنه «لم يتم رصد عمليات تهريب من الطرفين السعودي أو البحريني من طريق البحر ضمن مهماتنا. فالجسر توجد فيه جهات حكومية أخرى منها الجوازات والشرطة والمرور». وأوضح أن الرصد البحري يتم عن طريق «الرادار والعين المجردة والمناظير الليلية والنهارية، ويتم العمل على مدار ساعات اليوم، «ودورياتنا موجودة في البحر قرب الجسر وعلى الشواطئ، ويملك أفرادنا خبرة كافية تجعلهم قادرين على مواجهة حيل التسلل والتهريب، براً وبحراً، كما أن عدد الأفراد في كل القطاعات كافٍ لتغطية واستيعاب كل المهمات».