أكد الناقد حسين المناصرة أن الثقافة والنقد ضد المناطقية أو الإقليمية أو الجغرافيا، «في محاولات تصنيف الرواية العربية عموماً، فليس هناك رواية مصرية أو مغربية أو سعودية أو فلسطينية أو غيرها، في سياقاتها الجمالية تحديداً... هناك رواية عربية شمولية، لذلك من حق أية رواية عربية جيدة منافسة أن تدخل إلى قائمتي البوكر الطويلة والقصيرة. وإذا أخذنا بعين الاعتبار تجربة البوكر في دوراتها الأربع السابقة – وأنا هنا لا أدافع عن البوكر العربية وما تثيره حولها من إرباك وشكوك في صدقيتها ككثير من الجوائز العربية- فإن فوز روائيين عربيين من السعودية (عبده خال، ورجاء عالم )، من ضمن خمسة روائيين عرب (إضافة إلى بهاء طاهر ويوسف زيدان من مصر، ومحمد الأشعري من المغرب)، يشير إلى غياب التحيّز أو التهميش أو الاستبعاد (للتنويع والإرضاء)، عندما نجد القائمة الطويلة في الدورة الخامسة، لا تترشح فيها رواية عربية من السعودية، فهذا ربما يؤكد فعلاً وجود روايات عربية أخرى أفضل من أية رواية محلية رشحت لهذه الدورة الحالية، ولم تتمكن من الاصطفاف في هذه القائمة الطويلة (16 رواية)، فما بالك بالقائمة القصيرة (6 روايات)». وأضاف المناصرة: «أما إن كان هناك شعور لدى لجنة الفرز أو التحكيم بالتواطؤ لاستبعاد أي رواية محلية منافسة، مع علمي ويقيني بوجود روايات محلية منافسة – ولا استبعد هذا التواطؤ أيضاً- لإتاحة الفرصة لروايات عربية من مناطق عربية أخرى، فهذه طامة كبرى، تفضي إلى حتمية وجود هرج عن غياب المصداقية أو الحيادية في هذه الجائزة المهمة، التي ليس من حقها أن تستبعد أو تتواطأ في تقويمها لحراك هذه الجائزة في الوطن العربي، مهما كانت توقعاتها وردود الأفعال تجاه التشكك في صدقيتها، حتى لو فاز بكل دوراتها روائيون من ليبيا أو السودان أو سورية أو غيرها، فالعاقبة دائماً للأفضل والأجمل، إذا حرصت هذه الجائزة على مستقبلها وديمومتها، مادامت تحرص على أن تكون جائزتها للرواية العربية، لا للبلدان أو الدول العربية».