حقق المنتخب السعودي فوزه الأول في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014، بعد تغلبه على ضيفه المنتخب التايلاندي بثلاثة أهداف من دون مقابل في الرياض، ليقفز إلى وصافة ترتيب مجموعته الرابعة ب5 نقاط خلف منتخب أستراليا المتصدر ب9 نقاط، ومتفوقاً على تايلاند وعمان اللذين يملكان 4 نقاط لكل منهما. جاءت البداية سعودية خالصة بهجوم مباغت لتسجيل هدف السبق، إلا أن تسرّع المهاجمين بحثاً عن الهدف حال دون الوصول إلى ذلك، وسنحت الفرصة لتسجيل أول الأهداف بعد عرضية محمد الشلهوب التي وجدت تيسير الجاسم وحيداً سددها برأسه من دون تركيز في المرمى الخالي فذهبت إلى ضربة مرمى للضيوف (6). وبعد أن تناقل لاعبو المنتخب السعودي الكرة أكثر من مرة تصل إلى حسن معاذ المتمركز على رأس منطقة الجزاء، يستقبلها بتصويبة مقوسة تألق معها حارس المنتخب التايلاندي انكانكول وتصدى لها ببراعة وسط حسرة سعودية على ضياع أثمن الفرص (9). وكرر المنتخب السعودي محاولاته وتهديداته على ضيفه التايلاندي الذي حافظ على مناطقه الخلفية بتكثيف المدافعين، إذ صنعوا سداً أمام المهاجمين السعوديين وخلف حارسهم انكانكول، ولم يستطع أصحاب الأرض بلوغ منطقة الجزاء إلا عبر التسديدات بعيدة المدى التي لم تؤتِ ثمارها في ظل بسالة الحارس. وكاد محمد نور أن يسجل أول أهداف المباراة بعد حصول زميله محمد الشلهوب على خطأ في منتصف الملعب، مستثمراً كرته الطويلة الدقيقة، إلا أن رأسيته جانبت المرمى (24). ولم يستثمر المهاجم نايف هزازي الكرة التي توغل بها داخل منطقة الجزاء مستفيداً من «كسر التسلل»، إذ تأخر في التصرف بالكرة ليتمكن المدافع التايلاندي من اقتطاع الكرة وسط عتاب لاعبي أهل الدار لزميلهم (30). واتضح أن المنتخب التايلاندي ينتهج تكتيك الاعتماد على الكرات المرتدة وهفوات الخصم، وتحقق ذلك جلياً عندما فاجأ اللاعب تونفلاو مدافعي المنتخب السعودي بتمريرة ذكية للمهاجم رانغسان، الذي تلاعب بالمدافع أسامة هوساوي وسددها زاحفة واعترضها في آخر رمق المدافع أسامة المولد، ليهدر لاعب تايلاند أخطر الفرص لمنتخبه (ص40). ورد المنتخب السعودي بفرصة مماثلة عندما مرر المندفع من الخلف عبدالله الزوري كرة عرضية زاحفة وجدت محمد نور أمام المرمى تباطأ في التعامل معها، وبعد تسديدها تدخل المدافع التايلاندي (42). ولم تتغير الأوضاع الفنية لدى المنتخبين حتى أعلن حكم المباراة نهاية الشوط الأول ذي الفرص المهدرة. بدأ الشوط الثاني كما بدأ الأول وسط محاولات سعودية ملحة لتسجيل هدف لترجيح الكفة، وبعد مضي أول خمس دقائق من الشوط الثاني يجري مدرب المنتخب السعودي فرانك ريكارد التغيير الأول بإخراج تيسير الجاسم وإشراك المهاجم ناصر الشمراني لتعزيز النواحي الهجومية. واقترب أهل الدار من تسجيل الهدف إذ حضر أحمد الفريدي كرة بينية خدعت مدافعي تايلاند لتجد القادم من الخلف حسن معاذ وحيداً أمام الحارس سددها بتسرع في أحضان الحارس شتتها بعد ذلك الدفاع لتستمر المحاولات غير المجدية (56). وبعد أن تبادل لاعبو المنتخب السعودي الكرة وصلت إلى محمد نور في منتصف الملعب مررها طولية بدهاء إلى نايف هزازي داخل منطقة الجزاء حولها نايف هزازي برأسه بنجاح عجز الحارس من التصدي لها لتعانق الشباك كأول أهداف المنتخب السعودي (60). ورد الضيوف بكرة خطرة على الفور مستفيدين من ضربة ركنية ماكره اتجهت للمرمى وجدت وليد عبدالله أبعدها بصعوبة عن المرمى (62). واصل منتخب تايلاند انتفاضته مستثمراً خطأ الدفاعات السعودية إذ مرر تيراسيل كرة عرضية ذكية للوحيد سيرايوت سددها برعونة بعيداً عن المرمى (69). عاود أصحاب الأرض هجومهم وهذه المرة عن طريق صانع الألعاب أحمد الفريدي الذي تخطى أكثر من لاعب وصوبها بغمزة ماكرة أبعدها الحارس بأطراف أصابعه بصعوبة (75). وكاد سيناريو الهدف الأول يتكرر إذ مرر محمد نور كرة بينية وجدت نايف هزازي وحيداً أمام المرمى سددها بلا دقة جانبت المرمى وسط حسرة كبيرة من اللاعب على إهدار الفرصة الثمينة (77). وتوج الفريدي تألقه بعد أن تخطى كل مدافعي المنتخب التايلاندي وبطريقة مهارية عالية جداً ليضعها بعد ذلك بهدوء في حلق المرمى (80).ونجح محمد نور في الحصول على ركلة جزاء بعد محاولته مراوغة مدافعي تايلاند ليتقدم لتنفيذها ويودعها الشباك هدفاً ثالثاً لمنتخب بلاده.