أوصى المشاركون فى مؤتمر اتحاد الآثاريين العرب الرابع عشر والذى عُقد في القاهرة يومى 16و15تشرين الاول(اكتوبر) الماضي بمخاطبة ال «يونيسكو» لأتخاذ كافة التدابير لحماية آثار فلسطين، ومطالبة المنظمات المعنية بالتراث بوقف الاعتداءات الصهيونية، والحفاظ على عروبة القدس وإصدار موسوعة عن المعالم الأثرية بفلسطين، ووضع مشاريع بحثية وجوائز عربية للبحث فى مجال الآثار، وإرسال بعثة للتحقق من سلامة الآثار العربية فى ليبيا والعراق وفلسطين، اضافة الى إنشاء ذاكرة رقمية وتوثيق الآثار فى الوطن العربى بالتعاون مع المنظمات المعنية بالتراث، وحث الحكومات العربية على استضافة مؤتمرات الآثاريين بكل بلدان الوطن العربى. وشهدت فعاليات المؤتمرالذي عُقد بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة تكريم عدد من الرواد في مجال علوم الآثار والترميم حيث نال المهندس رائف نجم وزير الأشغال الأردني جائزة الاتحاد العام للآثاريين العرب «تقديراً لدوره الكبير وجهوده المضيئة في خدمة تراث القدس الشريف وبخاصة المسجد الأقصى»، ومن العراق مُنح ناهض دفتر درع الآثاريين هذا العام «لجهوده المضيئة في خدمة الآثار العراقية والحضارة الإسلامية»، ومن المملكة العربية السعودية حصل عدنان الحارثي على جائزة الجدارة العلمية « لما قدمه في مجال تطوير تكنولوجيا علوم المكتبات والربط الإلكتروني»، وفي مجال جائزة التفوق العلمي لشباب الآثاريين فازت من الأردن سائدة عفانة ومن الكويت سلطان الدويش ومن مصر عبد المنصف سالم، كما كرم المؤتمر آثاريي» ثورة 25 يناير» الذين ساهموا في استرجاع الآثار التي نهبت وسرقت من المتاحف ومنهم: محمد عبد الرحمن، هشام محمد، وفاز بجائزة الإتحاد التقديرية كل من: حسام الدين عبد الحميد لجهوده المضيئة في مجال ترميم الآثار وأحمد عبدالقادر الصاوي «عالم المصريات». خطورة أعمال التهويد وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حذرالأمين العام لاتحاد الآثاريين العرب محمد الكحلاوي من خطورة أعمال التهويد التي تمارسها إسرائيل داخل القدس وتحت المسجد الاقصي والمناطق المحيطة به, والتي جرى الإعلان عنها لبناء أكثر من ألف «مغتصبة» جديدة داخل القدس تفصل جنوبالمدينة المقدسة عن الضفة الغربية. وبحسب الكحلاوى فاءن المؤتمر فى دورته هذه شهد حضوراً لافتاً من الدول العربية على رغم الظروف التى تمر بها مصر، وأضاف انه سوف تتم دعوة الصومال وجيبوتى للمشاركة فى مؤتمر الآثاريين السنوى القادم، كما ثمّن جهود التنسيق بين المنظمة العربية «الألكسو» والآثاريين العرب للأقتراب من الأشكاليات التى تواجه العمل الأثرى فى الوطن العربي. وفى اطار مساعى «الألكسو» من أجل صون التراث وتشجيع الباحثين على بذل الجهد فى تنميته أعلنت حياة قطاط المشرفة على مشروع حماية التراث وصيانته بالمنظمة عن استحداث (الجائزة العربية الكبرى للتراث) وقيمتها 50ألف دولار كأستجابة لدعم تراث الوطن العربى كعنصر استراتيجى من عناصر التنمية المستدامة، وهو في رأي قطاط يتناسب مع موضوع المؤتمر المقبل عن الآثار والتراث الحضارى في الوطن العربي والذى سيعقد بمشيئة الله فى الجزائر تحت عنوان (الآثار والسياحة الثقافية) فى الفترة من 26الى28 من فبراير العام المقبل. ايضا دعت الى تنظيم الدورات التدريبية، وورش العمل لتدريب الآثاريين فى مختلف الاختصاصات بمجال صون التراث. ولفت المهندس رائف نجم وزير الأشغال بالمملكة الأردنية وعضو لجنة إعمار المسجد الأقصى، الى أن المحاولات الصهيوينة لضم التراث الفلسطينى مازالت مستمرة ولكنها دائما ما تبؤ بالفشل، حيث لجأت إسرائيل فى البداية للترويج لأكاذيبها وادعاءاتها معتمدة على عقيدتها الدينية والمساعدات الدولية ولم يبق لها أخيراً سوى اللجوء الى الولاياتالمتحدةالأمريكية واستخدام القوة. وأكد نجم على أن الدولة الإسرائيلية فى حالة انكماش دائم مدللا على ذلك بالهجرة المعاكسة من اسرائيل، حيث هاجر ما يقرب من مليون يهودي إلى الولاياتالمتحدة الاميركية. ومن الدراسات التى نوقشت فى المؤتمر: (نقود الصلة والمناسبات) لناهض دفتر القيسى(العراق) حيث تميزت تلك النقود بحمل بعض الصور والنصوص المغايرة للنقود المعتادة ومختلفة فى أوزانها، وُصكت فى مناسبات مختلفة فى العصرالأموي، وحملت صوراً للخليفة عبدالملك بن مروان65/86هجرية منها وهو مُتمنطقاً بالسيف العربى المستقيم، وه] دلالة على ان سيوف العرب فى صدر الاسلام كانت مستقيمة وليست مُحدبة، كما حملت نقود الصلة شعار الخوارج (لا حكم إلا لله), كذلك حملت شعار الدعوة العباسية (قل لا أسألكم عليه أجراً الا المودة في القربى) حيث يبدو من هذا الشعار انه كان استقطاباً للأنصار حول دعوتهم ضد الأمويين، وفي العصر العباسي نجد بعضاً من هذه النقود المصورة منه ما صك فى عهد الخليفة المتوكل على الله، حيث يوجد نقد محفوظ فى متحف الفن فى فيينا. وتناول عدنان بن فايز الحارثي- جامعة أم القرى (نقش السلطان الأشرف برسباي في الكعبة المشرفة والمؤرخ 826ه) فى دراسة اثرية تحليليه في الشكل والدلالة والمضمون أشار فيها الى ان برسباي يعتبر من أكثر سلاطين المماليك الجراكسة إهتماماً بعمارة الحرمين الشريفين وذلك عن طريق أعمال الترميم والتجديد، وهذا النقش يسجل أعمال التجديد في رخام أرضية وحوائط المسجد الحرام ودلالة هذا التاريخ توضح أن برسباي جعل على رأس أولوياته النظر إلى رعاية الحرميين الشريفين، وقد ساعد على ذلك حالة الاستقرار والهدوء التي نعمت بها البلاد في عهد الأمير حيث أنشأ لها مجلس من القضاء ليرعي شؤونها ويحفظ أوقافها ومراقبة النظار المباشريين لخدمتها هذا الى جانب رعايته لشؤون الحج فعمل على تعبيد طريق الحج وحفر الكثير من الآبار على طول الطريق، واليه يرجع الفضل أيضاً في إلزام المتصوفة والعلماء من رجال الدين بالخروج مع موكب الحج. وتناول محمد الفاتح حياتي – جامعة الخرطوم - السودان (مواقع العصر الحجري الوسيط شمال ولاية الجزيرة) أستعرض خمسة مواقع ترجع لفترة العصر الحجري الوسيط وتقع شمال ولاية الجزيرة التي تقع في الجزء الجنوبي من الخرطوم مباشرة، وتوجد وسط أراضي مشروع الجزيرة الزراعي، وقد تم اكتشاف بعضها منذ النصف الثاني من العشرين وذلك بواسطة الديبلوماسي الإنكليزي بلفور بول كما ان بعضها تم اكتشافه أخيراً، وهذه المواقع تعاني من المهددات الطبيعية والبشرية ايضا هذه المواقع مشابهة لموقع الخرطوم القديمة الذي يعود لنفس الفترة وذلك من حيث أشكال الزخرفة على الفخار وبقايا الأدوات الحجرية اضافة الى وجود مواقع كثيرة مشابهة لها سواء كان بالقرب من مجرى النيل أو في الصحراء. تقع هذه المواقع على جانبي وادي قديم كان نشطاً خلال حقبة الهولوسين الأوسط (6.000-4.000 ق. م ) وهو يجري من الجنوب إلى الشمال ويتفرع إلى عدد من الأفرع داخل ولاية الجزيرة، وكان له دور كبير في حياة انسان العصر الحجري الوسيط في هذه المنطقة. الفخار وعن (منهجية دراسات ما قبل التاريخ في تعريف ثقافة العصر الحجري الحديث في وادي النيل) لفت أحمد حامد نصر حمد – جامعة شندي السودان الى انه قد شاب مفهوم العصر الحجري الحديث فى السودان بعض الغموض والاختلاف بين الباحثين في تحديده، فقد ظهر الفخار في موقع مستشفى الخرطوم حوالى 7000ق م، واعتبرها بعض الدارسين بداية العصر الحجري الحديث لما ظهر فيها من فخار ودلائل الاستقرار علي الرغم من عدم العثور علي دلائل الاستئناس وقد ظهر الاختلاف بينها وبين تلك الثقافة التي ظهرت في الشاهيناب ومثيلاتها في الأدوات المصقولة ونوع الفخار والبنية الاقتصادية بظهور عظام الماعز القزمي في موقع الشاهيناب وعظام الأبقار وبذور النباتات في المواقع الأخرى، كما أطلق بعض الدارسين مفهوم العصر الحجري الحديث، علي بعض المواقع التي اشتملت علي الفخار والاستيطان الدائم وشبه الدائم ودلائل الاقتصاد المستقر. ووجدت أكثر مواقع هذا العصر في أواسط السودان وغالبيتها احتوت على كميات من شقف الفخار والأدوات الحجرية إضافة إلي المدافن وأدوات الزينة مع ارتباط الإنسان بالجمع والصيد قبل ظهور المستوطنات الزراعية. وأصبح هذا المفهوم يطلق تقليدياً على المواقع التي اشتملت على حجارة الرحى والأدوات المصقولة التي صنعت منها الأسلحة وهي أدوات ذات الخصوصية في الاستخدام والتعددية. ويمكن أن نُعرف هذا العصر وخصوصيته في السودان بالعصر الذي تطورت فيه المجتمعات من ناحية الاقتصاد والأيديولوجيا الفكرية أكثر من التطور في التقنية الحجرية وهنالك اختلافات بين تحديد هذا المفهوم من خلال المدى الزمني والامتداد الجغرافي. كما ناقش المؤتمر الأبحاث التالية: (دراسة أثرية تاريخية عن شاهد قبر الإمام القاسم بن المؤيد بالله محمد) لرندا محمد المعيضى من اليمن، (أنماط التخطيط المعماري للمساجد بالجزائر خلال الفترة العثمانية) لعبدالقادر دحدوح من الجزائر، ( مجمع الزاوية في حمص القديمة) لعماد المصري من سورية و(التأثير العثماني على طرابلس الغرب) لجمال عبدالعاطي من مصر.