حذرت المفوضة العامة لحقوق الانسان نافي بيليه امس امام مجلس الامن من خطر انزلاق سورية الى نزاع مسلح «على غرار ما حدث في ليبيا»، وذلك بسبب «مقابلة السلطة المطالب السلمية بالعنف الوحشي». وأضافت أن «المزيد من الجنود في سورية يرفضون التواطؤ في ارتكاب جرائم دولية ويغيرون ولاءهم الى الجانب الآخر». وذلك في الوقت الذي استمرت فيه المواجهات في مدن سورية عدة، ما ادى الى سقوط نحو 20 قتيلا على الاقل، بينهم ثمانية في دمشق. وقالت بيليه، في الجلسة التي خصصت للبحث «حماية المدنيين في النزاعات المسلحة»، إن «الجيش السوري والقوى الأمنية تواصل ارتكاب انتهاكات جدية لحقوق الإنسان». ودعت الى إجراء «محاسبة حقيقية على الجرائم في سورية». ومن جانبها هددت السفيرة الأميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس بعدم رضوخ بلادها لإبعاد ملف سورية عن مجلس الأمن، وأكدت إصرار الإدارة الأميركية على العمل الدؤوب الى حين «قيام مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته». ودعا وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في مداخلة امس امام مجلس العموم جامعة الدول العربية الى الرد بسرعة على «فشل الحكومة السورية في تنفيذ الاتفاق المتفق عليه». كما تعهد تعزيز الضغوط على الرئيس بشار الأسد ونظامه. وقال ان حكومته تعمل مع الحكومات الاوروبية الاخرى من اجل فرض حزمة أخرى من العقوبات على دمشق ما لم تتخذ إجراءات فورية لإنهاء العنف». وعبرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الإغاثة الطارئة فاليري آموس عن القلق من الوضع في سورية، مؤكدة ايضاً أن «الوضع ينزلق نحو نزاع مسلح». وقالت «إن العمليات العسكرية تسبب وقوع عدد كبير من الضحايا وأن أكثر من 3500 سوري قتلوا منذ آذار (مارس) الماضي». وأشارت الى تقارير عن انتهاكات جدية لحقوق الإنسان بما فيها الاستخدام المفرط للقوة وإعاقة حرية الحركة والانتقال. وأعربت عن قلقها حيال «قطع إمدادات الكهرباء والماء خلال العمليات العسكرية، والتدخل في عمل الخدمات الطبي. في هذا الوقت تستعد المدن السورية للاضراب العام الذي دعت اليه الهيئة العامة للثورة اليوم للتضامن مع حمص، واستنكاراً للحملة الامنية التي تعرضت لها هذا الاسبوع على ايدي قوات النظام. وكان لافتاً امس الاعتداء الذي قام به عدد من المعارضين السوريين في القاهرة على وفد من «هيئة التنسيق الوطني» برئاسة حسن عبد العظيم بينما كان في طريقه الى اجتماع كان مقرراً سابقاً مع الامين العام للجامعة نبيل العربي. واثار توقيت هذا الاعتداء تساؤلات كثيرة عن خلفياته واهدافه، خصوصاً ان موقف «هيئة التنسيق» لا يختلف بشكل واسع عن مواقف سائر اطراف المعارضة لجهة المطالبة بوقف اعمال القمع والدعوة الى التغيير، والمطالبة بمراقبين دوليين وبافساح المجال امام وسائل الاعلام للعمل بحرية في سورية. اذ طالب عبد العظيم، بعد اجتماعه مع العربي، بعدم اعطاء مهل جديدة للنظام السوري «يستخدمها للقمع والقتل». كما طالب الجامعة بتوفير «آليات عمل لحماية شباب الثورة والشعب السوري وثورته السلمية من القتل والقمع والاعتقال، وأن تبعث مراقبين مدنيين وتستعين بمرافقين دوليين لمنظمات حقوقية وإنسانية، وأجهزة إعلام عربية ودولية لتزور سورية، وتعرف أن هذه الثورة سلمية». واكد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري جبر الشوفي ل «الحياة» ان «كل من اعتدى او يعتدي على احد اطراف المعارضة السورية من هيئة التنسيق الوطنية أو من خارجها لا يمثل المجلس الوطني حتى لو خالفنا الرأي أوهاجمنا». ودان أي تصرف يخرج عن حدود اللياقة الأدبية، مضيفاً: «قوة الديموقراطية تكمن في كونها استبدلت البندقية والعنف بحوار الكلمة. وترفعت عن أساليب التشبيح واهانة كرامات المواطنين. نحن نحترم أعضاء هيئة التنسيق الوطنية والمعارضة السورية أفرداً وجماعات». وقال أن «من لجأ إلى العنف معهم، أقل ما يقال فيه أنه يسيء إلى المبدأ الذي يحمله والهدف الذي يسعى إليه ويخرج عن إرادة الثوار الحقيقيين وقيمهم الثورية النبيلة». وعلى الصعيد الامني استمرت المواجهات امس في مناطق مختلفة من سورية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 19 شخصاً قتلوا، بينهم 7 جنود على الاقل قتلهم منشقون قرب مدينة محردة في محافظة حماة. كما قتل ثمانية مدنيين في حي برزة في العاصمة دمشق. واوضح المرصد ان شخصاً قتل في حي برزة اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن فجر امس. ثم قتل خمسة اخرون اثناء تشييع جنازته. وذكر المرصد السوري ان شخصين قتلا متأثرين بجروح اصيبا بها صباح امس في حي الخالدية وشارع القاهرة في حمص برصاص الامن و»الشبيحة». كما قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل في محافظة درعا اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة انخل. واصيب سبعة اشخاص بجراح اثر اطلاق الرصاص من قبل القوات السورية على متظاهرين في بلدة جاسم كانوا يحتجون على سقوط قتلى في انخل. وفي دير الزور قتل شخص خلال مداهمات نفذتها اجهزة الامن السورية في مدينة البوكمال بحثا عن مطلوبين. وفي ادلب دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحين يعتقد انهم منشقون في قرية خان السبل قرب سراقب، بحسب المرصد، وفي حمص اسفرت حملة المداهمات والاعتقالات التي نفذتها اجهزة الامن السورية في حي الخالدية عن اعتقال اكثر من 200 شخص كما قتل فتى تحت التعذيب كان قد اعتقل قبل ايام.