واشنطن، نيويورك، باريس - أ ف ب، رويترز - نصح السناتور الجمهوري جون ماكين الرئيس الاميركي الديموقراطي باراك أوباما بإسناد مسؤولية تنشيط عملية صنع السلام المتوقفة في الشرق الأوسط إلى الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون. وقال ماكين لقمة «رويترز» في واشنطن اول من امس إن كلينتون الذي ينتمي الى الحزب الديموقراطي دائماً ما يكون «أذكى الموجودين في الحجرة»، وهكذا سيكون وسط المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين. واضاف ماكين الذي كان مرشحا جمهوريا للرئاسة عام 2008 لكن أوباما تغلب عليه، إن كلينتون، زوج هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في ادارة أوباما، يحظى بالصدقية لدى الاسرائيليين والفلسطينيين، وهو من وصل إلى أقرب نقطة لصنع السلام في المنطقة. ويقصد ماكين بهذا محادثات كامب ديفيد لعام 2000 بين رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقال ماكين: «أعتقد أن الرئيس يجب أن يستدعي الشخص الوحيد الذي لديه فرصة للتفاوض ويجعل الطرفين يتفاوضان بصدق، وهذا الشخص هو بيل كلينتون». واضاف: «كنت سأطلب منه أن يلعب دور المبعوث الخاص للرئيس أو الوسيط أو المسؤول، سمها ما شئت، لأنه الشخص الذي وصل إلى أقرب نقطة لصنع السلام، وهو من يحظى بأكبر قدر من الصدقية». ويمثل اقتراح ماكين إطراء نادراً من جمهوري الى ديموقراطي في واشنطن هذه الأيام، ويأتي في وقت يواجه أوباما موقفاً صعباً في الشرق الاوسط، خصوصاً مع إسرائيل حليفة واشنطن. وأوضح ماكين إنه «لم يتحقق أي تقدم» في الشرق الاوسط، خصوصا على الصعيد الفلسطيني - الاسرائيلي منذ انتخاب أوباما للرئاسة، وقال إن أفضل الفرص المتاحة أمام أوباما لقلب الموقف الآن هو الاستعانة بكلينتون. وأشار إلى كلينتون قائلا إنه «يتمتع بالاحترام وبالنفوذ»، وان الطرفين سيخشيان مضايقته كما أنه «على دراية بالقضية أكثر من أي شخص». وقال: «تابعت محاولات (مبعوث اللجنة الرباعية) توني بلير لإحداث تقدم» لكنه واجه المشاكل التي أدت إلى تعثر جهود المبعوث الاميركي جورج ميتشل. وكانت الادارة الاميركية اعلنت الثلثاء ان ممثلي «الرباعية» الخاصة بالشرق الاوسط (الولاياتالمتحدة، والاتحاد الاوروبي، وروسيا والامم المتحدة) سيعقدون الاثنين المقبل في القدس جولة جديدة من الاجتماعات المنفصلة مع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين ان الهدف من هذه الاجتماعات هو مساعدة الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني على «ان يقدما لبعضهما البعض اقتراحات في شأن الاراضي والامن». وشددت على ان «هذا هو هدفنا على الدوام، وكذلك مساعدتهم في التوصل الى حل لبعض الملفات التي كانت صعبة خلال الاسابيع الاخيرة». ولم توضح المتحدثة الاميركية على اي مستوى سيكون اجتماع القدس في 14 الجاري ولا أسماء الشخصيات التي ستشارك فيه، لكنها اشارت الى ان المبعوث الاميركي ديفيد هيل سيلتقي في 13 الجاري الرئيس محمود عباس ثم اسحق شلومو الممثل الخاص لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو. جوبيه في هذه الاثناء، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس ان تصريحات الرئيس نيكولا ساركوزي التي نعت فيها نتانياهو ب «الكاذب» ناجمة عن «عملية قرصنة»، مشيراً في الوقت نفسه الى اختلاف مواقف كل من اسرائيل وفرنسا في شأن عملية السلام. وصرح لاذاعة فرنسا الدولية: «ليس لدي تعليق على عملية القرصنة هذه». وكان موقع «اري سور ايماج» الالكتروني افاد اول من امس ان صحافيين تمكنوا من الاستماع الى جزء من حديث دار بين الرئيس الفرنسي واوباما في كان (جنوب شرق فرنسا) على هامش قمة مجموعة العشرين عندما وصف ساركوزي نتانياهو ب «الكاذب» خلال هذه المناقشة التي لم يكن من المفترض ان يسمعها الصحافيون. وقال ساركوزي خلال لقائه اوباما: «لم اعد احتمل رؤيته، انه كاذب»، فرد اوباما: «انت سئمت منه، لكنني مضطر الى التعامل معه كل يوم». واوضح الموقع ان الحديث بين ساركوزي واوباما الذي جرى على انفراد كان يفترض ان يبقى سرياً لكنه وصل بالصدفة الى مسمع بعض الصحافيين. وأورد الموقع ان الامر حدث عندما تم تسليم الاعلاميين اجهزة الترجمة الفورية للمؤتمر الصحافي المشترك لاوباما وساركوزي بشكل مسبق، فقام بعض الصحافيين بوصل سماعاتهم على الفور وتمكنوا من التقاط بعض اطراف هذا الحديث الخاص.