كشف وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي أن التدخل الاميركي حال دون حصول طلب العضوية الكاملة لفلسطين في الاممالمتحدة حتى الآن على الاصوات اللازمة في مجلس الامن، وقال ل «الحياة»: «لم نفاجأ من وجود آراء مختلفة في مجلس الأمن إزاء الطلب الفلسطيني، لكن ما فاجأنا هو حجم الضغط الاميركي على الدول الاعضاء في المجلس من أجل التصويت ضد طلبنا». ومن المقرر ان يجتمع مجلس الامن غداً على مستوى السفراء لبحث تقرير لجنة قانونية كلفت درس الطلب الفلسطيني. وقال المالكي: «كنا نتوقع الحصول على تسعة أصوات في مجلس الامن (العدد اللازم لقبول الطلب في حال عدم إستخدام الفيتو)، لكن من الواضح ان الجهد الاميركي المعاكس والتدخل الكبير سيحول دون حصولنا على الاصوات التسعة في حال التصويت». وقال ان من أمثلة التدخل الاميركي الزيارة التي قام بها مبعوث أميركي خاص الى دولة البوسنة والهرسك في اليوم التالي لزيارته (المالكي) تلك الدولة، واجتماعه مع اعضاء مجلس الرئاسة، ومطالبته إياهم بعدم التصويت لصالح الطلب الفلسطيني. واضاف ان الجانب الفلسطيني لن يطالب بالتصويت على الطلب غداً: «كنا نعرف أن ذهابنا الى مجلس الامن لن يكون نزهة وإنما معركة، وسنواصل الجولة تلو الاخرى من دون يأس الى أن نربح المعركة». وأوضح ان الموقف الفلسطيني من الخطوة التالية سيتخذ بعد التصويت في مجلس الامن، لكنه زاد: «ربما نعود الى مجلس الأمن في اليوم التالي او بعد أيام». وتجري السلطة الفلسطينية اتصالات مع جهات أوروبية في شأن مرحلة ما بعد التصويت في مجلس الامن. وقال مسؤولون فلسطينيون ل «الحياة» ان الجانب الفلسطيني يسعى الى تجنيد تأييد الاتحاد الاوروبي الى الخطوة التالية التي ستكون التوجه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بمنح فلسطين مكانة دولة مراقبة. ويخشى الفلسطينيون من تصدي الولاياتالمتحدة لمساعيهم الرامية الى الحصول الى عضو مراقب في الجمعية العامة، لذلك يسعون الى تجنيد أوسع تأييد اوروبي لهذه الخطوة قبل الاقدام عليها. وكانت الادراة الاميركية اقترحت على الفلسطينيين مكانة «Attribute for a state»، وهي مكانة غير موجودة في ميثاق الاممالمتحدة. ونص الاقتراح الاميركي الذي قدم عبر المنسق الخاص للجنة الرباعية الدولية توني بلير على أن تحصل فلسطين بموجب هذه المكانة على عضوية بعض، وليس كل، وكالات الاممالمتحدة، في اشارة الى محكمة الجنايات الدولية التي تعارض كل من اميركيا واسرائيل انضمام الفلسطينيين اليها. امتناع بريطانيا وفي لندن (أ ف ب)، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امس ان بريطانيا ستمتنع عن التصويت في مجلس الامن على منح الفلسطينيين عضوية كاملة في الاممالمتحدة، وذلك بعد ايام من اعلان فرنسا انها ستمتنع عن التصويت. واوضح هيغ: «مثلما فعلت فرنسا، وبالتشاور مع شركائنا الاوروبيين، فإن المملكة المتحدة ستمتنع عن التصوت على منح العضوية الكاملة للفلسطينيين في الاممالمتحدة». واضاف: «نحتفط بحقنا في الاعتراف بدولة فلسطينية بشكل ثنائي عندما نختار وعندما يكون ذلك في مصلحة إحلال السلام». وبريطانيا هي واحدة من بين 15 دولة عضواً في مجلس الامن الذي يناقش ما اذا كان سيمنح الفلسطينيين عضوية كاملة في المنظمة الدولية. وقال هيغ ان بريطانيا «ستستمر في كونها واحدة من الداعمين الرئيسيين لجهود بناء دولة للفلسطينيين ومساعدتهم على مكافحة الفقر وبناء مؤسسات تعزز اقتصادهم». وكانت الولاياتالمتحدة توعدت باستخدام حق النقض (الفيتو) على منح فلسطين عضوية الاممالمتحدة. وخلصت لجنة دراسة طلبات العضوية في مجلس الامن الى انها غير قادرة على الخروج بتوصية موحدة في شأن طلب انضمام دولة فلسطين الى الاممالمتحدة.