أوضح عدد من حجاج دولة السودان الجنوبي الناشئة حديثاً التي لم يتجاوز عمرها بضعة أشهر، أن دولتهم مازالت وليدة، ومن المتوقع ظهورها قريباً على حيز خريطة العالم، خصوصاً أنها تعامل كدولة لا تزال هيكلتها طور البدايات. وكشفوا ل «الحياة» عن اتخاذ المسؤولين عن حج المسلمين من السودانيين الجنوبيين حزمة من التدابير مكّنتهم من أداء الفريضة، بعد صعوبات اعترضت طريقهم في البداية. وقال مفوض الشؤون الإنسانية في السودان الجنوبي الحاج مصطفى: «عقب انفصال الجنوب غيّرت الأحداث مجرى التاريخ، وتحوّل المسلمون الذين مثلوا الغالبية في السودان، إذ عرف مجتمع السودان بهذه التركيبة السكانية على مدى 50 عاماً منذ استقلاله وتحرره من وطأة الاستعمار البريطاني، إلى أقلية نسبتهم في حدود 17 في المئة فقط من جملة السكان الذين يفوق عددهم 10 ملايين نسمة لهم معتقدات وديانات عدة». وأضاف: «أعلن انفصال السودان الجنوبي قبل سبعة أشهر، وأسقطت الجنسية السابقة عن الجنوبيين، ولم يتبقَّ منها سوى أوراق ثبوتية مازلنا نحملها كمستند رسمي لإثبات الشخصية عند التنقلات، ومن الممنوع شغلنا وظائف في السودان الشمالي بهذه الهوية». وحول كيفية التعامل معهم بخصوص فريضة الحج، أوضح أن المسؤولين اتخذوا خطواتٍ لحل المشكلة، «وتم إدراجنا استثنائياً مع إقليم كردفان في السودان الشمالي، ونحن قادمون لأداء المناسك بهوية الشمال فترة الحج فقط»، لافتاً إلى أن مجموعة من مسلمي جنوب السودان حلّوا ضيوفاً على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. فيما سرد الحاج توم توماس قصته مع أداء الفريضة ومدى تأثر رحلته بالانفصال، وقال: «تقدمت إلى اللجنة المسؤولة عن الحج مطلع العام الحالي، وتلقيت إجابة تفيد بتأجيلها حتى موسم الحج بعد المقبل نظير وجود أعداد كبيرة من المسلمين يرغبون في أداء الفريضة». وتابع توماس: «بعد الانفصال تلقيت اتصالاً يبلغني بالموافقة على إرفاقي في بعثة الحج، إذ إن أسماء المتقدمين في السودان الشمالي تم إرسالها إلى الجنوب»، لافتاً إلى أن المتقدمين من جنوب السودان كافة تمكنوا من الحج باعتبار أعدادهم القليلة مقارنة بالشمال. وكشف الحاج روسا محيو مقدمات تشير إلى أن الشهر المقبل حُدِدَ موعداً لتلقي الطلبات من المواطنين لاستخراج الهوية السودانية الجنوبية بشكل رسمي، وذكر أن عدد السكان في الدولة الجديدة «معقول، ولدينا ثروات من أهمها النفط، وأتصور أنه بناء على هذه الإمكانات سيتم تصنيفنا ضمن أغنى دول العالم إن لم نكن من ال20 الأولى». وأضاف: «على رغم الانفصال إلا أنه يظل هناك قاسم مشترك، ويلزم ألا نتناسى عوامل تربطنا مع أشقائنا في السودان الشمالي بدءاً بالدين الإسلامي، واللغة العربية التي يجيدها غالبيتنا، حتى وإن لم تستخدم في المعاملات الرسمية، ووصولاً إلى العادات والتقاليد».