طهران، موسكو، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتبرت إيران أمس، تهديد إسرائيل بضرب منشآتها النووية، مجرد «خدعة سياسية وعسكرية»، فيما حذرت روسيا من أن أي هجوم على طهران سيكون «خطأً فادحاً» لا يمكن التكهن بعواقبه. وحذّر النائب الإيراني البارز حسين إبراهيمي من أن «أنصار إيران سيدمرون إسرائيل قبل أن تحاول شن هجوم عليها». وقال: «لسنا وحدنا، وصرخاتنا تتردد في لبنان ومصر وتونس وفلسطين. وإذا تجرأ الكيان الصهيوني على ضرب منشآتنا، سيحترق بنار غضب إيران وحلفائها». وعشية تقرير ستنشره الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن الملف النووي الايراني، أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن الوكالة تلقت معلومات استخباراتية تفيد بأن ايران اجتازت بمساعدة خبراء أجانب، بينهم عالِم نووي سوفياتي سابق، «الخطوات الحساسة اللازمة» لصنع سلاح نووي، إذ صمّمت آلة «تحفّز تفاعلاً نووياً متسلسلاً»، ما يُعتبر «تحدياً تقنياً هائلاً». ونقلت عن ديفيد أولبرايت، رئيس «معهد العلوم والأمن الدولي» الذي يتخذ واشنطن مقراً له، أن الوكالة خلصت إلى أن لدى إيران «معلومات كافية لتصميم وإنتاج آلة تفجير نووي يمكن تشغيلها»، مستخدمة يورانيوم عالي التخصيب. (راجع صفحة 7) وفي طهران، قال إسماعيل كوثري، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان): «التصريحات الأخيرة لمسؤولين أميركيين وصهاينة، خدعة سياسية وعسكرية». وحذر من أن رد بلاده على «أي هجوم سيكون صارماً وسيجعلهم يندمون. أي خطأ في الحسابات سيسرّع في موتهم ويعجّل انهيارهم». كما حذر رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي الولاياتالمتحدة وإسرائيل من شنّ أي هجوم على ايران. وقال، في خطبة صلاة عيد الأضحى: «حقبة القوة العظمى الأميركية انتهت. إيران دولة مقتدرة وستتصدى بقوة لأي مؤامرة، ليكون ذلك عبرة للدول الأخرى». وفي موسكو، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ضرب إيران «سيكون خطأً فادحاً ذا عواقب لا يمكن التكهن بنتائجها». ولفت الى أن «التدخل العسكري لا يؤدي سوى إلى عدد أضخم بكثير من القتلى والى معاناة إنسانية. لا حل عسكرياً للملف النووي الإيراني، وذلك ينطبق على أي قضية دولية. يتأكد لنا ذلك كل يوم، حين نرى كيفية تسوية صراعات في المنطقة المحيطة بإيران، سواء في العراق أو أفغانستان، أو ما يحدث في دول أخرى في المنطقة». وشدد على أن «أي نزاع يجب أن يُسوّى على أساس المبادئ التي أقرها المجتمع الدولي والمثبتة في شرعة الأممالمتحدة»، مذكّراً بأن «القانون الدولي يجيز استخدام القوة في حالتين فقط: عندما تتعرّض دولة إلى هجوم، وعندما يصدر مجلس الأمن تفويضاً في هذا الشأن. لا ألاحظ هذا ولا ذاك، وأتمنى ألا يحصل ذلك». وأعلن لافروف أن الاقتراحات الروسية لتسوية الملف النووي الإيراني «ما زالت مطروحة على طاولة المفاوضات، وآمل بالامتناع عن اتخاذ تدابير مقصودة أو غير مقصودة، تُحبط فرص الحل الموجودة». الى ذلك، حضّ وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه «إيران على التخلي عن برنامجها النووي ذي الأهداف العسكرية على الأرجح». وقال: «علينا التحرك لتفادي عواقب قد تنجم من تدخل عسكري». في الوقت ذاته، أعلن ناطق باسم الخارجية الألمانية أن بلاده «ستدعو الى فرض ضغوط سياسية وديبلوماسية أكبر، لتفي إيران التزاماتها الدولية، إذا أظهر تقرير (الوكالة الذرية) أنها تواصل الامتناع عن تنفيذ تدابير للوفاء بالتزاماتها الدولية المتصلة بشفافية برنامجها النووي». وقال إن ألمانيا تتفهم سبب ترجيح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز شنّ هجوم على إيران، لكنه رفض الخوض في هذا الاحتمال. واللافت تصريح لعضو الكونغرس الأميركي رون بول، أحد المرشحين الجمهوريين للرئاسة في الولاياتالمتحدة، اعتبر فيه ان «عرض الصداقة» على إيران، لا فرض عقوبات عليها، قد يكون أفضل سبيل للتعامل مع ملفها النووي.