يفضل محمد سالم العمل في موسم الحج من كل عام، إذ يرى أن الوظائف الموسمية تعد مصدراً لزيادة دخله، إضافة إلى استمتاعه بهذا النوع من العمل في الوقت ذاته. ويقول: «احرص سنوياً على التقدم للوظائف السنوية في فترة الحج، لا سيما أن العمل داخل مدينة الحجاج يعد متعة، ويمنح الموظف مهارات متعددة وخبرات لا يمكن اكتسابها في وظائف أخرى، خصوصاً انه يتعامل يومياً مع عشرات الأشخاص ومن جنسيات مختلفة». ويتفق معه مازن فهد، الذي حرص على تكرار تجربة العام الماضي في العمل في الوظائف الموسمية لموسم الحج، ويقول: «استمتعت بتجربتي بالعمل داخل مدينة الحجاج العام الماضي مما دفعني لتكرار التجربة هذا العام، وان بيئة العمل في خدمة حجاج بيت الله مختلفة وتكسب الفرد خبرات وتنمي مهاراته في فنون التواصل مع الغير». أما مروان، وهو طالب في المرحلة الجامعية، فتعد هذه تجربته الأولى في العمل بالوظائف الموسمية للحج، ويقول: «شجعني صديقي على استغلال عطلة الحج في العمل على خدمة حجاج بيت الله، وأشعر بمتعه أثناء ساعات دوامي بل إنها اكسبتني خبرات وتواصلاً مع شرائح متعددة من الجنسيات المختلفة، وهذا بحد ذاته اعتبره إضافة لي». ويشير إلى انه سيعمل على تكرار التجربة في العام المقبل. وفي المقابل، يؤكد رئيس مجلس إدارة مكتب الوكلاء الموحد فاروق بن صالح أبو زيد، أن موسم حج هذا العام «حقق أهدافاً نبيلة ودوراً يدلل على الاهتمام بالقدرات الشابة وتوفير بيئة العمل المناسبة لهم رفعاً لنسبة السعودة والقضاء على البطالة»، ويقول: «تم طرح 8000 وظيفة موسمية لموسم حج هذا العام ضمن الخطة التشغيلية لمكتب الوكلاء الموحد وتحت إشراف وزارة الحج للشباب السعودي، لخدمة ضيوف الرحمن وتعريف الملتحقين بهذه الوظائف بمهام وإجراءات العمل وأسلوب تعاملهم مع الحجاج في جرعات تدريبية تعريفية يقدمها المكتب لرفع كفاءة أدائهم لإنهاء إجراءات الحجاج بالسرعة المطلوبة دون تأخير وإكسابهم المهارات التي تتواءم مع طبيعة الأعمال المكلفين بها في 16 منفذا برياً وبحرياً وجوياً بالمملكة». من جانبه، يلفت نائب رئيس مجلس إدارة المكتب محمود بن جميل حسوبة، إلى ضرورة استقبال الحجاج ومساعدتهم وتوعيتهم وإرشادهم والاهتمام بذوي الحاجات الخاصة ورعايتهم، مبرزاً دور المكتب في عملية استيفاء أجور أرباب الطوائف وأجور الخيام وأجور النقل من الحجاج والحفاظ على جوازات سفر الحجاج وأمتعتهم وتفعيل دور الفرق الميدانية لخدمة الحجاج «بالاستعانة بهؤلاء النخبة بالشباب السعودي بنسبة 100 في المئة كعادة المكتب في كل عام». ويؤكد عضو مجلس الإدارة المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام بالمكتب الدكتور عبدالإله بن محمد جدع، أن توفير مثل هذه الطاقات «ليس بالشيء اليسير ويتطلب خبرة، وحشد المكتب طاقاته البشرية والفنية والآلية لخدمة ضيوف الرحمن وهيأ لهذا الغرض قسماً خاصاً بالإجراءات والتحصيل ضمن منظومة العمل بالمكتب»، مضيفاً أنه «مع استمرار تواصل وفود ضيوف الرحمن تم إشراك 30 قاطرة كهربائية لنقل أمتعة الحجاج في مجمع الحج بمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة إلى جانب إدراج 120 رافعة آلية لرفع الأمتعة إلى الحافلات التي تنقلها إلى مكةالمكرمة أو المدينة».