كشفت صحيفة اللوس أنجلوس تايمز عن برقيات صادرة من السفارة الأمريكية ومقابلات لدبلوماسيين ومسئولين عراقيين سابقين أكدت على أن نوري المالكي يدير بشكل مباشر سجنا داخل المنطقة الخضراء تمارس فيه أبشع أنواع التعذيب وتمنع فيه زيارات العوائل أو المحامين ويفتقر الى أبسط المعايير الانسانية. ويشرف على هذا المعتقل (لواء بغداد) الذي يرتبط بشكل مباشر برئيس الوزراء نوري المالكي. ويعرف هذا الموقع باسم (معسكر الشرف Camp Honor) ويشرف عليه بشكل مباشر لواء بغداد ومكتب مكافحة الارهاب، وقد أصبح لواء بغداد مؤشرا خطيرا على النزعة الاستبدادية لنوري المالكي والذي يهدف من خلاله الى إخافة خصومه وفرض سيطرته ضاربا عرض الحائط كل ادعاءات الديمقراطية المزعومة. وقد كشفت منظمات حقوق الانسان السنة الماضية سجنا سريا كان يديره لواء بغداد في مطار المثنى حيث كان يحتجز 431 جميعهم من أبناء السنة من الموصل، والذين تعرضوا لتعذيب شنيع تضمن عمليات اغتصاب قام بها المحققون. وقد كشفت برقية أرسلتها السفارة الأمريكية في العراق واطلعت عليها صحيفة لوس أنجلوس تايمز، أن المحققين في مطار المثنى تم استقدامهم من معتقل المنطقة الخضراء، وكان المحققون وفقا لبرقية ثانية يبلغون نور المالكي بشكل مباشر بنتائج التحقيق..! وبعد كشف هذا الملف في نيسان 2010 ادعى نوري المالكي أنه لايعلم شيئا عن هذا المعتقل، وقد أمر بإغلاقه ومعاقبة المتورطين، ولم نعلم أن أحدا تمت معاقبته بطبيعة الحال..! كما وعد المالكي بتسليم سجن المنطقة الخضراء الى وزراة العدل لكي يفتح أمام العوائل والمحامين لزيارة المعتقلين.. وقد اقر المالكي مؤخرا بحدوث انتهاكات لحقوق الانسان في هذا المعتقل ووعد بوضع حل لها بالتعاون مع وزارة حقوق الانسان.. ولكن مصدرا دبلوماسيا مطلعا ومسئولا عراقيا اشارا الى تقارير جديدة عن عمليات تعذيب وانتهاكات جنسية في معتقل المنطقة الخضراء..! وقد ورد في تقريرهما أن حالة السجناء في هذا المعتقل سيئة للغاية، وأشارا كذلك الى أن وزارة حقوق الانسان المسئولة نظريا على هذا المعتقل غير موجودة في حقيقة الأمر وأن القوات الأمنية هي التي تسيطر على كل مجريات الأمور هناك. وقد زار مسئول أمريكي سابق هذا السجن ووصفه بأنه عبارة عن سقيفة (جملون) يتألف من 36 محجرا تمتلئ بالمخلفات البشرية، ولاتوجد في هذه المحاجر أية نوافذ، ورغم أنها معدة لشخص واحد فقط إلا أنك تجد 6 سجناء على الأقل يزدحمون داخلها.. ووفقا لشهادة شخصين كانا معتقلان هناك، لم يكن يسمح للمعتقلين بالخروج من هذا المحجر سوى 30 دقيقة كل يومين فقط، ويعاني معظمهم من الأمراض الجلدية بسبب انعدام وسائل النظافة الصحية. وقد أفاد المسئول الأمريكي السابق بأنه رأى على كثير من السجناء آثار الضرب وأحاطت بعيونهم آثار كدمات سوداء. وعندما كانت تنعدم الأماكن للمعتقلين الجدد أو إذا أراد المسئولون الأمنيون إخفاء بعض المعتقلين فإنهم يحتجزونهم في مبنى آخر.. وقد أكدت هذه المصادر أن هذه الممارسات ما تزال متواصلة حتى الآن. كما أخبر معتقل كان هناك شهري نيسان ومايس من العام 2010 أنه تعرف على مسئول من ديالى من بين المعتقلين، وهي إحدى أشد المناطق السياسية سخونة. وهذا المسئول هو عضو المجلس المحلي فيديالى ويدعى (نجم حربي)، وقد اثار اعتقاله اتهامات واسعة بتسييس الأجهزة الأمنية. ونجم حربي هو أحد المرشحين الفائزين في انتخابات العام الماضي. وعلى صعيد متصل أكدت برقية أرسلتها السفارة الأمريكية العام الماضي على أن لواء بغداد متورط في اعتقال شخصيات سياسية مرموقة بالاضافة الى عدد من العراقيين الآخرين ممن ليست لديهم أية صلة بأعمال الارهاب أو المقاومة المسلحة. كما طالبت رسالة أرسلتها وزراة حقوق الانسان في أكتوبر/تشرين أول الماضي الى مكتب رئيس الوزراء بإغلاق معتقل المنطقة الخضراء داعية الى [اصلاح الأوضاع الانسانية والقانونية للمعتقلين واحترام سيادة القانون واحترام حقوق الانسان]. وطالبت الرسالة بعودة القضاة والمحققين العاملين في هذا المعتقل الى وظائفهم الحكومية الطبيعية، كما اشتكت من عدم إمكانية زيارة أي من المعتقلين وأن جهود الاصلاح القانوني التي بذلت في نيسان 2010 قد باءت بالفشل. واشارت الرسالة الى إدعاءات خطيرة بوقوع التعذيب منذ عام 2009، وقالت بأن 9 معتقلين قد (اختفوا) من المعتقل في ظروف غامضة ولم تعد لهم اية سجلات هناك..! وأكدت الرسالة على استحالة حصول المعتقلين على تمثيل قانوني أو محاكمة عادلة هناك. وقد صرح المسئول العراقي الذي طلب عدم الكشف عن هويته بأن أحد المحققين المتورطين بالقيام بأعمال التعذيب في هذا معتقل مطار المثنى السري ما يزال يواصل عمله الآن في معتقل المنطقة الخضراء، وأنه لم يواجه أحدا من هؤلاء المحققين على الاطلاق أية مسائلة قانونية بشأن الانتهاكات التي تعرض لها السجناء. هذا وقد أنكر نائب وزير الداخلية (عدنان الأسدي) وهو أحد أعضاء حزب الدعوة الذي ينتمي له المالكي ارتكاب لواء بغداد لأية خروقات، وأكد في الوقت ذاته (صلاحيات) رئيس الوزراء لاصدار أوامر مباشرة الى القوات الأمنية بضمنها لواء بغداد..! وادعت الشخصية المقربة من المالكي (عزت الشابندر) أن [أي شخص في موقع المالكي كان سيتخذ نفس الاجراءات الأمنية لأننا نتعامل مع شركاء سياسيين متمرسين في التآمر والتخطيط والانقلابات وهم لايخفون ذلك، فكيف يمكننا أن نتعامل مع هؤلاء؟].