بعد أكثر من 500 فعالية عن السيارات و125 يوماً من الاحتفالات، اختتم المجلس الوطني الألماني للسياحة وولاية جنوب غربي ألمانيا اخيراً صيفاً مكرساً للذكرى 125 لاختراع كارل بنز للسيارة. ومنذ افتتاح الفعاليات في 7 أيار (مايو) في شتوتغارت وحتى اليوم الأخير في مانهايم، عزز العدد الكبير للسياح القادمين من جميع أنحاء العالم، ومنهم من الخليج العربي، نجاح هذه المناسبة المميزة التي اختارها المجلس الوطني الألماني للسياحة كأحد مواضيع التسويق الرئيسة لعام 2011. وتتبلور أهمية سوق الخليج العربي لصناعة السياحة الألمانية بتحقيقها زيادة مثيرة للإعجاب قدرها 26,4 في المئة من ليالي المبيت التي قضاها السياح من منطقة الخليج العربي في عام 2010 بالمقارنة مع أرقام العام الذي سبقه، إضافة إلى احتلال ألمانيا المرتبة الثانية على قائمة الدول الأوروبية الأكثر استقطاباً للمسافرين القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي. وساهمت النتائج الممتازة المتعلقة بمواطني دول الخليج المسافرين إلى ألمانيا في دفع المكتب الوطني الألماني للسياحة في دبي، التابع للمجلس الوطني الألماني للسياحة، لتسليط الضوء على الاتجاه السائد في الصيف في منطقة الخليج، حيث تتمتع ماركات السيارات الشهيرة الألمانية بجاذبية كبيرة. وتم تكريس صفحة خاصة متوافرة باللغتين العربية والإنكليزية تركز على النشاطات الاحتفالية في مختلف مناطق ألمانيا، وذلك كجزء من الموقع الإلكتروني للمجلس الوطني الألماني للسياحة الذي تم تطويره حديثاً www.germany.travel، يمكن إيجادها ضمن قسم «نقاط خاصة». وجرت الفعاليات الرئيسة في أماكن وأقاليم ترتبط بصورة خاصة بمحرك السيارة، حيث استضافت بفورتزهايم، التي تعد موطن بيرثا بنز، استعراضاً ضخماً للسيارات الكلاسيكية (موتوريسيمو). أما مدينة كارلسروّه التي أنجبت كلاً من كارل بنز والبارون كارل فون درايس، مخترع الدراجة الهوائية، فقد احتفلت بمواطنيها الشهيرين أثناء يوبيلها من خلال موكب السيارات الكلاسيكية «تحية لكارل بنز»، وكذلك المعارض والفعاليات التي تواصلت طوال الصيف. وفي شتوتغارت، كان في إمكان محبي رياضات السيارات أن يعيشوا أجواء سباقات السيارات من الخمسينات من القرن الماضي من خلال «سوليتيود ريفايفال»، الذي عرض سباقات سيارات ودراجات نارية. أما زوار بحيرة كونستانس فلم تكن العروض المقدمة لهم ذات خيارات مقتصرة على السيارات الحديثة المتطورة، بل كان في إمكانهم أيضاً إلقاء نظرة على تاريخ وسائل النقل الآلية وذلك خلال معرض السيارات الكلاسيكية «معرض بودننزيه للكلاسيكيات». كما أن شهور الصيف التي تم تكريسها لذكرى اختراع محرك السيارة سعت أيضاً إلى اطلاع زوار دول مجلس التعاون الخليجي على أن القيام بجولة من خلال قيادة السيارة لا يزال احد أفضل الطرق لاكتشاف ما يمكن أن تقدمه ألمانيا. فألمانيا لا تمتلك فقط شبكة ممتازة من الطرق السريعة، بل لديها أيضاً عدد كبير من الطرق الأصغر التي تمر عبر أقاليم العطلات الخلابة. علاوة على ذلك، هناك أكثر من 150 طريقاً خلاباً في أرجاء البلد، والتي تُظهر من خلال مميزاتها الأفضل في كل إقليم. ومن الطرق الأفضل شهرة يبرز إثنان هما الطريق الرومانسي بين فورتسبورغ وفوسن، والطريق الألماني الألبيني الذي يمتد على طول 450 كيلومتراً من بحيرة كونستانس إلى بحيرة كونيغسزيه. كما يوجد أيضاً عديد من الطرق الأخرى التي تتعلق بعدد من الموضوعات الآسرة. فطريق الدمى الألماني الذي يصل بين نورنبيرغ وإيرفورت يعتبر حلماً بالنسبة الى الأطفال ورحلة عبر الماضي بالنسبة الى الكبار مع انتشار ورشات عمل ومعارض ومتاحف مخصصة للدمى من كل الأشكال والأحجام على طول الطريق. ويفتخر إقليم هونسروك-ناهي، الذي يعد موطناً لأجمل مشاهد المرتفعات في ألمانيا، بكنز دفين فريد ورائع، ألا وهو طريق الأحجار الكريمة الألماني. ويقدم هذا الطريق مجموعة مذهلة من التجارب الغنية التنوع ويضعها في متناول يديك، من ضمنها الألماس والعقيق وقطع الأحجار الكريمة والمناجم والمتاحف والمناظر المتنوعة والتاريخ. أما طريق منتجع الغابة السوداء في الغابة السوداء الشمالية فيتمحور حول الجمال الطبيعي والتعافي، حيث يمر هذا المسار الخلاب، الذي يمتد على 270 كيلومتراً، عبر وديان شاعرية وينابيع حارة غنية بالمعادن ومنتجعات مياه معدنية ومنتجعات صحية، ما يجعله مكاناً مثالياً للدلال من جميع نواحيه. وتم اختتام صيف السيارات في مانهايم مع العرض الأول ل «سيمفونية السيارات»، الذي اشتمل على الموسيقى والغناء وأصوات السيارات. وجمعت هذه التحفة الفنية صوراً ومقاطع للفيديو وأضواء الليزر لتشكل مع بعضها سيمفونية ضخمة للسيارات ذات وسائط متعددة وأوركسترا مجسدةً الجانب العاطفي للسيارات.