قدرت مصادر مالية مغربية قيمة نفقات عيد الأضحى المبارك في المغرب بأكثر من 10 بلايين درهم مغربي (1.24 بليون دولار)، تشمل تكلفة الأضاحي (نحو خمسة ملايين رأس من الأغنام والماشية). وسيحول جزء من المبالغ المحصلة من بيع الخرفان إلى البادية والأرياف لمساعدة المزارعين على الإعداد للموسم الجديد. في بلد يعتمد على الفلاحة بنسبة 16 في المئة من الناتج الإجمالي. وأكدت مصادر ل «الحياة» أن هذه النفقات لا تشمل مشتريات العيد والهدايا وحركة النقل والسياحة التي تقدر قيمتها بنحو ربع قيمة الأضاحي. التي ارتفعت أسعارها ارتباطاً بالأمطار الكثيفة التي غطت مناطق عدة في المغرب. وفضّل بعض الطبقات الثرية في المغرب تمضية بعضاً من أيام عطلة «العيد الكبير» في الفنادق الراقية في مراكش وأغادير وطنجة، مستفيداً من عروض مشجّعة. واكتظت الطرق في المغرب بعشرات آلاف السيارات والحافلات التي نقلت ملايين الأشخاص من مدينة إلى أخرى لقضاء فترة العيد مع العائلة. وانتعشت في العيد قطاعات كثيرة، منها التجارة والنقل والسياحة الداخلية والمهن المرتبطة بترتيبات العيد، إذ منحت الحكومة عطلة تمتد أربعة أيام إلى بعد غد. ويعتبر عيد الأضحى أكبر فترة إنفاق في المغرب، بمعدل يفوق 1.5 بليون دولار في المتوسط، وغالباً ما تدخل المصارف التجارية على الخط لاقتراح قروض وتمويلات بشروط ميسّرة، تشمل شراء التجهيزات المنزلية والثلاجات والتلفزيون وقروض السياحة والسفر والترفيه. وعاد إلى المغرب عشرات آلاف المهاجرين المقيمين في أوروبا لقضاء فترة العيد في البلاد، هرباً من الأزمة الاقتصادية والضائقة المالية وصقيع أوروبا المناخي والاقتصادي. وتلي «العيد الكبير» في المغرب انتخابات برلمانية في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، يجرى الإعداد لها، وربما كانت سبباً غير مباشر في رفع قيمة الأضاحي إذ يسعى مرشحون إلى استقطاب فئات فقيرة وحضّها على التصويت في الانتخابات النيابية من خلال تأمين أضاحٍ مجانية لها.