يستقبل اليمنيون عيد الأضحى هذه السنة وسط ضغوط إقتصادية ومعيشية حادة ساهمت في تفاقمها عناصر عدة، أبرزها إستمرار الإحتجاجات وغياب الإستقرار وإرتفاع أسعار السلع الرئيسية. وشهدت أسواق الأضاحي في صنعاء وبقية المدن كساداً غير مسبوق بعد عزوف جزء كبير من الأسر اليمنية عن الشراء بسبب ارتفاع الاسعار، فضلاً عن ان الانقطاع الدائم للكهرباء وتوقف الثلاجات يفسد الذبائح. ويؤكد بائعون في سوق «خولان» ان مبيعات الأضاحي تراجعت 40 في المئة على الأقل، مشيرينً إلى ان أسعار الأغنام ارتفعت بما يزيد عن عشرة آلاف ريال (41.6 دولار) لرأس الغنم الواحد. وأوضح متعاملون أن ارتفاع الأسعار تراوح بين خمسة في المئة وعشرة في المئة، إذ يصل سعر رأس الغنم البلدي إلى ما بين 28 الف ريال (116 دولاراً) و60 ألفاً (250 دولاراً) في أسواق أمانة العاصمة. وأشار رئيس «مركز اليمن للدراسات»، عبدالحميد المساجدي، الى أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة تسببت في تعطيل حركة الإنتاج ودفعت شريحة كبيرة من اليمنيين إلى ما دون خط الفقر ورفعت أعداد العاطلين من العمل. وتوقع انخفاض القدرة الشرائية للأسر اليمنية إلى مستوى 70 في المئة عما كانت عليه العام الماضي، إضافة الى عدم استطاعة الأسر اليمنية شراء المواد الغذائية الأساسية مع ارتفاع نسبة الفقراء إلى نحو 70 في المئة. وذكّر بفقدان مليون وظيفة موقتة ودائمة في القطاع الخاص نتيجة توقف الإنتاج وانخفاض حركة التجارة بنحو 40 في المئة. ولفت إلى أن أكثر من 50 مركز تسوق تجارياً أغلقت أبوابها في أمانة صنعاء ومحافظة تعز، إضافة إلى تعطل الإنتاج بسبب انقطاع الكهرباء لأكثر من 20 ساعة يومياً، وفقدان المشتقات النفطية. وإعتبر وكيل وزارة الزراعة عبدالملك الثور، أن الاضطرابات السياسية التي تشهدها اليمن صعّبت على المواطنين إيجاد ما يكفيهم من الغذاء.