الناصرة - أ ف ب (خدمة دنيا) - تسعى الشابتان مي وأماني من مدينة الناصرة إلى إيصال رسالة سياسية إلى أبناء جيلهما العربي، من خلال موسيقى الراب، بعدما شكلتا أول فرقة ثنائية نسائية للراب العربي في إسرائيل. هكذا، انضوت مي زرقاوي (15 سنة) وأماني طاطور (16 سنة) في فرقة «دمار» للراب بعدما تعارفتا في مدرسة في الناصرة عام 2009، في محاولة لتسليط الضوء على التمييز الذي تعانيانه كجزء من الأقلية العربية داخل إسرائيل. تقول مي: «نحن لا نكره اليهود، بل نكره كيف قدمت الصهيونية إلى هنا وأخذت أرضنا وثقافتنا ولم تترك لنا شيئاً». وترفض مي وأماني مصطلح «عرب إسرائيل»، فهو لا يعرّف بهما كما تقولان، وتفضلان كلمة «فلسطينيون» التي تفضلها أيضاً غالبية العرب الذين يعيشون في إسرائيل تأكيداً لهويتهم وموروثهم الثقافي الفلسطيني. وتعبر أغنية «الجيل الثالث» بوضوح عن الرسالة التي تسعى الفرقة إلى نشرها، إذ تتحدث عن صراع الجيل العربي للحفاظ على هويته الفلسطينية وثقافته التي، بحسب الأغنية، تتعرض للسرقة. ويشكل فلسطينيو إسرائيل حوالى 20 في المئة من سكان إسرائيل، وعددهم أكثر من 1,3 مليون شخص، وهم يتحدّرون من 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948. وعلى رغم أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية، يعامل العرب في إسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية، ويعانون تمييزاً واضحاً ضدهم في فرص العمل والسكن خصوصاً. ويحاول هؤلاء الفلسطينيون الحفاظ على هويتهم الثقافية والسياسية في الدولة العبرية التي تعتبر أي محاولة للتعبير عن الشعور القومي العربي تهديداً لأمنها. تقول مي: «كفلسطينية أريد أن يكون لي صوت، وأن أمتلك حرية التعبير، فأنا أحب موسيقى الهيب هوب وأحب أيضاً هويتي الأصيلة». في أغانيهما تتحدث الفتاتان عن سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وعن الجدار الذي يقطع الضفة الغربية، وغيرهما من التجارب التي تمران بها. تقول أماني: «نرى الجدار في كل مكان نذهب إليه، لقد دمّر أحلامنا، ومن خلال موسيقانا نريد ضمّ الجيل الجديد وأن يفهم الجميع ما يحدث هنا». وتتدخل مي: «نتحدث عن ومع المراهقين العرب الذين لا يفهمون أصولهم. لديهم أزمة هوية لأنهم يحملون هوية إسرائيلية ويملكون تراثاً فلسطينياً». وفرقة «دمار» هي الإضافة الأحدث إلى ساحة الراب الفلسطيني، مع وجود أسماء لامعة كالفنانة البريطانية - الفلسطينية شادية منصور، المعروفة باسم «سيدة الهيب هوب العربي»، إضافة إلى فريقي «دام» و «أولاد الحارة» وغيرهما من الفرق التي تغنّي السياسة والصراع العربي - الإسرائيلي. وأقامت فرقة «دمار» حفلات في الضفة الغربية والأردن، وتنشغل الفتاتان حالياً بالتحضير لألبومهما الأول. ولا تخفي أماني، التي تكتب غالبية الأغاني، رغبتها في «بناء جيل جديد عبر موسيقانا وكلماتنا... نريد أن نصبح قدوة للمراهقين الآخرين».