استبقت إيران إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء تقريراً سيدعم مزاعم حول بنائها حاوية فولاذية ضخمة لاختبار متفجرات تستخدم في صنع أسلحة نووية، بانتقاد «النهج السياسي» للوكالة في التعامل مع ملفها النووي، فيما استبعدت اي هجوم عسكري اسرائيلي أو أميركي، على رغم إعلان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز اول من امس ان الأمور تسير في اتجاه خيار عسكري ضد إيران لا حل ديبلوماسي. واعلن أمس وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي ان تقرير مدير الوكالة الدولية يوكيا امانو «يعتمد وثائق تفتقد الصدقية ولا تستند الي أسس فنية»، مشيراً الى ان مضمون التقرير «غير جديد، وأجبنا عليه سابقاً في تقرير من 117 صفحة». وتصرّ إيران على ان وثائق التقرير لم يوفرها مفتشو الوكالة الدولية، بل أجهزة الاستخبارات الأميركية، ما يجعلها بحسب صالحي «أشبه بعملة مزورة لا تختلف عن الأصلية على صعيد الشكل، لكنها بلا رصيد مالي» ، و»فيلماً سينمائياَ أخرج بعناية استناداً الى قصة خيالية». وقارن وثائق الوكالة بتلك التي نشرتها الولاياتالمتحدة عشية الحرب علي العراق، داعياً الوكالة الدولية الى تجنب الضغوط التي تمارسها الدول الكبري، وان تعمل في إطار السياق الفني بعيداً من السياسة التي رأى أنها تتحكم الآن بالملف النووي لبلاده، «على رغم ان مفتشي الوكالة يتفقدون كل المرافق النووية الإيرانية متي يشاؤون، وهو ما لم يحصل في عهد المدير السابق محمد البرادعي». ووصف صالحي تقرير الوكالة واتهام طهران بمحاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن والتهديدات الإسرائيلية العسكرية الجديدة لبلاده بأنها «حملة سياسية جديدة بأبعاد ثلاثية، لكن اي حدث جديد لن يحصل، ونحن مستعدون لدفع ضريبة التزامنا بقيمنا وثوابتنا». وكانت طهران قدمت اول من امس شكوى للأمم المتحدة ضد اتهام واشنطن إياها بمحاولة اغتيال السفير السعودي. وأعلنت ان احد مواطنيها المتهمين بالضلوع في المخطط ينتمي الى منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة لنظامها «ما يظهر ان تأكيدات واشنطن في شأن ضلوعنا في المؤامرة المزعومة لا صحة لها، وتهدف فقط الى إثارة مشاعر معادية لنا». ولم تحدد الرسالة التي وجهتها طهران الى الأمين العام لأمم المتحدة بان كي مون اسم المتهم المعني، لكن يرجح انه غلام شاكوري الذي يتهمه مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) بالانتماء الى «فيلق القدس»، القوة الخاصة التابعة ل «الحرس الثوري الإيراني»، والاضطلاع بدور صلة الوصل في طهران للأميركي الإيراني الأصل منصور ارباب سير المتهم بمحاولة تجنيد مهربي مخدرات لتنفيذ الاغتيال. وفيما تعتقد إيران أن إسرائيل غير مؤهلة عسكرياً لمهاجمة أراضيها، ولا تستطيع استيعاب تأثيرات هذا الهجوم باعتبار ان ردها سيكون مكلفاَ، خصوصاً في حال إغلاق مضيق هرمز الذي يستخدم في نقل نحو 40 في المئة من كمية النفط المتداول في العالم، صرح الرئيس الإسرائيلي بيريز أن «أجهرة استخبارات الدول الغربية تنظر الآن الى الساعة، وتحذر زعماءها من انه لم يبقَ كثير من الوقت». وتابع»تقترب إيران من إنتاج أسلحة نووية. وخلال الوقت الباقي يجب ان نطالب دول العالم بالوفاء بوعدها الذي لا ينحصر في فرض عقوبات بل يتضمن لائحة طويلة من الخيارات». لكن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل قال اول من امس: «لا نزال نركز على الديبلوماسية والعقوبات الاقتصادية ضد إيران».