أعلنت إسرائيل أنها لن تسمح لسفينتين أجنبيتين أبحرتا من الشواطئ التركية باتجاه شواطئ غزة للتضامن مع أهلها المحاصرين، بالاقتراب من المياه الإقليمية الإسرائيلية، مؤكدة أنها تملك الحق القانوني في اعتراض السفينتين بعد تقرير اللجنة الأممية الخاصة (لجنة بالمر) الذي اعتبر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من خمس سنوات قانونياً. ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن مصدر عسكري رفيع المستوى قوله إن سلاح البحرية الإسرائيلي يتعقب السفينتين بهدف اعتراضهما في عرض البحر لدى اقترابهما من المياه الإقليمية لإسرائيل، وإن كان يتوقع تأخيراً في وصولهما الذي كان منتظراً فجر اليوم بسبب الطقس الماطر. وطبقاً للتقارير، فإن 35 ناشطاً سلمياً وصحافياً من الولاياتالمتحدة وكندا وثلاث دول أوروبية موجودون على متن السفينتين. وأصدر الناشطون بياناً في نيويورك قبل يومين أكدوا فيه أنهم تعمدوا عدم النشر عن مكان رسو السفينتين لتفادي ضغوط أميركية وإسرائيلية على الدولة التي سمحت برسوهما. وكان المصدر العسكري الإسرائيلي أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يملك معلومات أكيدة وكافية عن مدى ضلوع تركيا في تنظيم إبحار السفينتين. وتابع المصدر أن سلاح البحرية الإسرائيلي رفع حال التأهب في صفوفه لإمكان قيامه بالسيطرة على السفينتين في حال رفضتا الانصياع لأوامره بالتوجه نحو ميناء أسدود الإسرائيلي حيث يتم تفريغ شحنات المعونة لأهالي القطاع وترحيل الناشطين إلى بلادهم. واعتبر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن الهدف من قدوم السفينتين هو «استفزاز إسرائيل وخرق الحصار البحري على القطاع»، مشدداً على أن الحصار قانوني وفق لجنة بالمر الأممية، مضيفاً أن «في وسع أي جهة أو دولة تريد نقل مساعدات إنسانية إلى القطاع أن تفعل ذلك عبر المعابر البرية وبالتنسيق المسبق مع السلطات الإسرائيلية». على صلة، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الاتصالات استؤنفت بين إسرائيل وتركيا لتسوية الأزمة الديبلوماسية التي نشبت بينهما منذ عام ونصف العام في أعقاب اعتراض البحرية الإسرائيلية بالقوة قافلة السفن التركية المتضامنة مع قطاع غزة وقتل عشرة من ركابها ثم رفض إسرائيل الاعتذار عن جريمتها. ووفق الصحيفة، فإن التعازي الشخصية التي قدمها الرئيس شمعون بيريز ورئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بوفاة والدته، ثم إرسال إسرائيل مساعدات إنسانية إلى ضحايا الهزة الأرضية في تركيا، ساهما في ترطيب الأجواء بين البلدين. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن ثمة احتمالاً بأن تقبل تركيا بصيغة الاعتذار التي اقترحتها إسرائيل وتتضمن إعراب الأخيرة عن أسفها لسقوط قتلى وجرحى أتراك، وتبدي استعداداً لتعويض عائلاتهم مادياً.