ميامي (فلوريدا) - رويترز - أفاد الادعاء العسكري الأميركي في وثائق قضائية نشرت الأربعاء إن محكمة جرائم الحرب الأميركية التي ستحاكم المخطط المزعوم لهجوم فتاك استهدف سفينة حربية أميركية، لا تملك صلاحية الإفراج عنه ولو تمت تبرئته. ورأى محامو الدفاع أن محاكمة المتهم عبد الرحيم النشيري السجين في غوانتانامو ستكون صورية، إذا لم يكن هناك احتمال فعلي في إلغاء احتجازه في حالة عدم إدانته. ويمثل النشيري أمام المحكمة الأسبوع المقبل، في القاعدة البحرية الأميركية في غوانتانامو، لاتهامات بالتآمر مع انتحاريين من تنظيم «القاعدة» لصدم قارب مفخخ بالمدمرة الأميركية خلال رسوها في مرفأ يمني عام 2000. وقتل 17 من البحارة الأميركيين في الهجوم وأصيب أكثر من 30 آخرين بإصابات تراوح بين كسور وارتجاج في المخ إلى تضرر طبلة الأذن. ويمكن أن تصل عقوبة النشيري وهو سعودي يبلغ من العمر 46 سنة من أصل يمني، إلى الإعدام، في حالة إدانته في اتهامات تشمل التآمر والقتل والغدر. لكن الحكومة الأميركية تعتبر أنه بغض النظر عن نتيجة المحاكمة فمن سلطتها احتجاز هذا المتآمر المزعوم من تنظيم «القاعدة» حتى انتهاء الحرب الأميركية على الإرهاب وهو ما يلزم احتجازه لما بقي له من عمر. ويريد محامو الدفاع إبلاغ المحلفين العسكريين صراحة بأن النشيري يمكن أن يعدم في حالة إدانته أو يحتجز طيلة حياته في حالة تبرئته. وقالوا إن من الضروري أن يعلم المحلفون والمحامون وغيرهم من المشاركين في المحاكمة «ما إذا كانوا يشاركون في محاكمة لها نتائج حقيقية أو مجرد محاكمة صورية يحدد فيها النتيجة القرار السياسي الذي اتخذ بالفعل وتم التأكيد عليه». ورد الادعاء بأن سلطة المحكمة العسكرية التي تحاكم النشيري باتهامات متعلقة بجرائم حرب تنفصل تماماً عن سلطة الحكومة التي تمكنها من احتجاز الأسرى من تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» لإبعادهم عن ساحة المعارك. وقال أيضاً إن محكمة غوانتانامو التي تعرف رسمياً كمفوضية عسكرية ليس لها سلطة قضائية على الحكومة. وذكر أن محاكمة النشيري لها مغزى وأهمية لأنها ستضمن «بحثاً كاملاً وعادلاً يستند إلى المبادئ» للاتهامات الموجهة له. وأضاف الادعاء: «ليست هناك نتيجة محددة سلفاً». ويتوقع أن تنظر محكمة غوانتانامو هذه القضية في الوقت الذي يبحث فيه الكونغرس إجراءات من شأنها توسيع نطاق اللجوء إلى الاحتجاز العسكري والمحاكمات العسكرية لأي شخص متهم بالإرهاب حتى إذا كان مواطناً أميركياً. وسيكون النشيري أول سجين في غوانتانامو يحاكم على اتهامات عقوبتها الإعدام. ومن المتوقع مثول خمسة سجناء آخرين اتهموا بالتآمر في هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولاياتالمتحدة منهم خالد شيخ محمد الذي وصف نفسه بأنه مدبر الهجمات، في اتهامات عقوبتها الإعدام العام المقبل. وأذعن الرئيس الأميركي باراك أوباما للضغوط السياسية وتخلى عن خطط لمحاكمتهم أمام محاكم مدنية فيديرالية في نيويورك وأعاد المحاكمات إلى غوانتانامو.