عاث تجار المخدرات فساداً في أطفالنا قبل كهولتنا، في نسائنا قبل رجالنا، يسرقون الأعمار والأموال، يلبسون «طاقية إخفاء»، ونعتقد أن بعض نفر من جن العرب يساندهم، لذلك نرجو منع جهلاء قومكم من مساندة جهلاء قومنا، والتكفير عن ذلك بإرشادنا إلى وسائل تهريبهم، ومخازن مخدراتهم. بات ماء الرشوة أقرب إلى جبين بعض موظفي الحكومات والمؤسسات الخاصة، يغتسلون به كل صباح، ويسكبونه في أرصدتهم البنكية بعد الظهر، لكل توقيع ثمن، يمارسون شعوذة الصلاح، ويتسابقون على المساجد في المساء، وليس ثمة حل إلا بإرسال جني يرافق كل مرتشٍ يضربه على يده كل ساعة ويهمس «عيب يا بابا» جهنم تتسع كل يوم. يحيرني عجز ملوك جان العرب عن تحقيق إنجازات مماثلة لما يفعله ملوك الجان في الصين عندما وضعوا مع كل سيدة صينية «جنية» تجلس معها في بيتها، تساعدها في صناعة «لمم» ينتشر في كل زوايا العالم، أو كما فعل ملوك الجان في اليابان عندما ثقبوا الجبال، وجعلوها مسالك لقطارات أسرع من ريح سليمان. يفعل ملوك الجان في أوروبا ما لا يفعله ملوك جان العرب، يرسلون رعاياهم كل مساء يرتقون حفر الطرقات، يسارعون في إنجاز مشاريع البنية التحتية، يعالجون المرضى دون تحيز أو توصية، ينشطون في البحث العلمي، ويمنعون أرباب الثروات من بيع التأشيرات، أو استخراج صكوك حيازة مياه بحار وقمم جبال. ينشط الرعاع من شعوب الجن في ملاحقة جميلات بشر العرب، أو خدمة سحرة أفريقيا، يبرعون في نقل المخدرات عبر حدود بلاد العرب، وأجبار قضاة على قبول رشوة، أو تحويل كل ثري إلى خروف يجر كرشه خلف غانيات المشرق والمغرب، يزورون شهادات علمية، ويمنحون أغبياء الذوات نسب مئوية، كذلك يتورط رعاع الجن في التغرير بأسياد الجمعيات الخيرية ويدفعونهم لتحويل أموال الصدقات إلى حسابات سويسرية. يدهشنا، يقتلنا، ويحيرنا مراقبة ملوك الجن العرب لنا بصمت من دون أن يمنحونا عوناً، على رغم قدرة الفرد منهم على انتزاع عرش سبأ، يجلسون على عروش من ذهب، يعيشون دهوراً من دون تعب، ويربطوننا في قاع أودية العالم الثالث. نحني رقابنا لكل ملك من الجان قادر على منع سرقة المال العام، وإجبار كل سارق ممتلكات أوطان على إعادتها بقوة التوبة، أو يخنقونه تحت ثوبه، فلا توجد قدرة لدى الشعوب على استرداد مسروقاتها. [email protected] twitter | @Jeddah9000