توالت في إسرائيل ردود الفعل الغاضبة على حصول الفلسطينيين على العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو). وتوقعت مصادر صحافية أن تكون «هيئة الوزراء الثمانية» الإسرائيلية، وهي أعلى هيئة حكومية في الدولة العبرية، التأمت أمس لدرس سبل الرد الإسرائيلي على القرار، وسط توقعات بأن تكون «الخطوات العقابية» التي سيتم إقرارها تصعيدية ضد المنظمة الدولية والسلطة الفلسطينية على السواء. ولم تستبعد مصادر سياسية أن ينطوي الرد الإسرائيلي على تحدٍّ للعالم مثل إعلان بناء مئات الشقق السكنية الاستيطانية الجديدة في القدسالمحتلة، «أو في مناطق تعتبرها الأسرة الدولية مناطق محتلة»، أو حجب العائدات الضريبية الشهرية المستحقة للسلطة الفلسطينية، أو تضييق حركة المسؤولين الفلسطينيين. كما توقعت أن توقف إسرائيل مشاركتها في عدد من مشاريع «يونسكو»، أو أن تمنع وفوداً من المنظمة من زيارة إسرائيل. وكانت وزارة الخارجية أصدرت باسم الحكومة الإسرائيلية بياناً شديد اللهجة ضد التصويت أول من أمس في المنظمة الدولية أعلنت فيه رفضها القاطع له واعتبرته «مناورة فلسطينية لن تؤدي إلى أي تغيير على الأرض لكنها ستضعف فرص السلام». وأضافت أن القرار لن يجعل من السلطة الفلسطينية دولةً على أرض الواقع إنما يراكم صعوبات لا لزوم لها في طريق استئناف المفاوضات. وأضافت مهددةً أن إسرائيل ستدرس خطواتها ومصير تعاونها مع المنظمة الدولية في المستقبل. وأعرب البيان عن أسف إسرائيل من عدم قيام الاتحاد الأوروبي بمنع الخطوة الفلسطينية وفشله في التوصل إلى موقف مشترك لأعضائه كان من شأنه منع إقرار القرار». وصدر الرد الأعنف عن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي أعلن أنه سيوصي الحكومة بقطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية ومع «يونسكو» مضيفاً أنه «لا يمكن المرور مر الكرام على ما حصل، ولن نهرب من الواقع بل ينبغي جباية ثمن من السلطة الفلسطينية». وقال نائب وزير الخارجية داني ايالون للإذاعة العامة أمس إن «إسرائيل تريد درس رد فعلها على هذا التصويت على الصعيدين الديبلوماسي والسياسي مع أخذ مصالحها في الاعتبار». وأضاف أن «يونسكو» أصبحت منظمة سياسية «بقرارها ضم دولة غير موجودة بعد تصويت غالبية أعضائها». وزاد أن الخطوة الفلسطينية «تثبت أن الفلسطينيين لا يريدون السلام ولا المفاوضات بل يريدون أن يستمر النزاع». وأعرب أيالون عن خيبة إسرائيل من فرنسا لتصويتها إلى جانب القرار معتبراً موقفها غريباً «مضيفاً أن إسرائيل ستنقل لفرنسا استهجانها على توصيتها، «لأن فرنسا الدولة الصديقة رضخت للسلطة الفلسطينية بعدما حاولت إقناعها بعدم اتخاذ هذه الخطوة في يونيسكو». ودعا وزير المال يوفال شتاينتس، لدى جولة له في مستوطنة «كريات أربع» في قلب الخليل المحتلة، الحكومة إلى وقف تحويل أموال إلى يونسكو وإلى السلطة الفلسطينية، مضيفاً أنه «لا يعقل أن تواصل إسرائيل تحويل أموال ليونسكو في الوقت الذي أوقفت الولاياتالمتحدة ذلك». وتابع أنه «في حال واصلت السلطة الفلسطينية سلوكها الحالي فإنّ عليها أن لا تتوقع أي تعاون من جهتنا». وأشارت أوساط سياسية إلى أن إسرائيل خائبة أيضاً من كل من إسبانيا واليونان وقبرص والنمسا على تأييدها القرار. وعزت هذه الأوساط الخيبة إلى مخاوف إسرائيل من أن يشكل قرار «يونسكو» «سابقة خطيرة» تتبعها موجة من الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية عشية انعقاد مجلس الأمن الدولي للبحث في طلب الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة. وقال مسؤول إسرائيلي إن ما حصل في «يونسكو» ليس مجرد حدث إنما ينبغي التعامل معه بجدية «ويجب درس انعكاسات القرار لأنه يدعم بقوة الخطوات الأحادية الجانب التي يقوم بها الفلسطينيون». وفي القاهرة رحَّبت مصر والجامعة العربية بمنح فلسطين العضوية في «يونيسكو». وطالب بيان صادر عن الجامعة، في ذكرى وعد بلفور، بريطانيا بتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه تحقيق حلم الدولة الفلسطينية.