خُذ بيدي أيها النسيم غارق أنا في عذاب السجن الأليم اكسر قيدي اللعين وحطّم ظلمة الزنازين انفض غبار الصعقات الكهربائية عن رأسي وأزل صفعات السوط عن جسدي خذني إلى أحضانك وامنحني دفئاً حطمه ماءٌ باردٌ أغرقوا فيه جسدي لأيام أرتعش شوقاً لعينيّ أمي أشتاق لصدرها الدافئ أحنّ لصوت الأغنيات التي كنت أنام على هديها كل ليلة أشتاق لعنفك أبي لخوفك لغضبك اشتقت لأخوتي وصحبي لوقوفهم بجانبي حينما ضاقت بي الدنيا افتقدتكم كثيراً في ظلمة السجن احترقت انتظاراً لم أمهد مسبقاً لهذا التنفس ها أنا حر طليق أطلق الصفير فيرد البلبل أمشط شعر الأشجار فتتمايل على صدري أمضغ الدنيا على مهل لأختبر صدق الحلم وصدقي في الوجود أتقافز على منضدة الذكريات القديمة علِّي أسترجع طفولتي على هذه المساحة الشاسعة من ذاكرتي فأعود طفلاً يركض على سطح الغيم ويفرد جناحيه للريح ويهوي ويهوي من السماء من دون خوف أعطني يدك أيها الزمن لأخدعك وأهرب من بؤسك إلى حين أو لأمسح ما يؤلمني وأنقش مكانه فقط وجه أمي لا تظن يا غاصبي بأن تعذيبك عن وطني سيبعدني ساذج أنت كما عهدناك دائماً سنكسر القيد سنكسر الظلم وسنحلق في سماء الوجود رغم الألم طليق أنا... لكن ما زلت سجيناً في وطني طليق أنا... وما زلت احلم بحرية تتراقص لها أضلعي طليق أنا... وسأقهر الظلم رغم قسوة ظالمي