ذكرت الصحف المحلية قبل حوالى شهر من الآن أن جثة مقيم متوفى ظلت في الشارع العام وتحت الشمس في مدينة الرياض لمدة تزيد على ست ساعات لأن الهلال الأحمر أو الإسعاف كما ذكر الخبر لعدم إمكان توافر الطبيب الشرعي الذي انتظروه ولم يحضر كما هو متوقع بسبب قلة عدد الأطباء الشرعيين في الرياض الذين قيل إنهم ثلاثة فقط، أما السبب الآخر الذي ألحق بالخبر بأن هذه المهمة أيضاً ليست من صلاحياته نقل الأموات، فهو متخصص فقط في نقل الأحياء لإسعافهم وربما تكون هذه آلية معمول بها. ظلت جثة المقيم المتوفى تحت الشمس في الشارع العام لمدة ست ساعات انتظاراً لقدوم عربة البلدية التي قيل إنها يجب أن تنقله والحقيقة أننا فعلاً لا نعلم من المفترض أن ينقل الجثث الإسعاف أم البلدية أم سيارة أخرى؟ وأي جهة هي المسؤولة؟ أرى أن المجتمع يحتاج لمعلومات واضحة بشأن هذه الحالات المتوقعة، فإذا وجدنا جثة ملقاة على الأرض، فما الجهة الأولى التي يجب إعلامها؟ هل الشرطة أم الإسعاف أم البلدية أم جهة أخرى منسقة؟ الموضوع الآخر هو ماذا سنفعل في مشكلة عدم توافر أطباء شرعيين وقلة عددهم في السعودية بشكل عام، وهو تخصص نادر، على رغم انه مهم جداً، فكثير من الجرائم لم تثبت بسبب تأخر وصول الضحية للطبيب الشرعي ولعدم توافر أعداد كافية، وأرى أن اقتراح ترغيب أفراد المجتمع بهذا النوع من التخصص مرحلة لاحقة ومطلوبة والحل الأمثل حالياً هو إحضار متخصصين من الدول العربية أو الأجنبية، حفاظاً على حقوق المغتصبين والمتحرش بهم وغيرهم، والمقترح طويل المدى هو الترغيب في دراسة هذا التخصص لكلا الجنسين بزيادة المكافأة الشهرية وابتعاث من يجد في نفسه الرغبة في العمل في مضمار قاس نوعاً ما، ولكنه مهم لخدمة العدالة وإثبات الحقوق التي قد تضيع بسبب تأخر وصول الضحية وعدم توافر الأطباء الشرعيين، والمستفيد في هذه الحالات هو الجاني وحده الذي يفلت في كل مرة من قبضة العدالة. آخر أمنياتي أن تبدأ الصحف في تبني موضوع متابعة الآخر، فالحالة الأولى لم نعرف حتى اللحظة كيف تم تحريك المتوفى؟ ومن الجهة التي قامت بذلك؟ ولماذا تأخرت لمدة ست ساعات حتى لا يصبح الخبر مجرد خبر فقط نقرأه لننساه ولا نستفيد منه معلومة؟ - اختتمت إحدى المحاكم مشكلة مضاربة سوق برازان في حائل بعد عام ونصف العام من المرافعات التي انتهت ببراءة عضو الهيئة لأنه حصل على دورات عدة في التعامل مع أفراد المجتمع كما ذكر الخبر! والحكم على زوج المرأة وقريبه بالسجن والجلد وانتهى الخبر بتنازل رجل الهيئة عن حقه الخاص في القضية ولم نفهم هل الحكم ساري المفعول بعد التنازل أم لا؟ وفي الخبر تلميح وتصريح واتهام للرجلين المتهمين بالاعتداء، لأنهما لم يستجيبا لمناصحة عضو الهيئة وأنهما السبب في كل ما حدث؟ أشكر «غوغل» أو العم غوغل كثيراً، فهو ما زال يحتفظ حتى اليوم بتفاصيل القضية التي انقلبت رأساً على عقب، وأختتم بسؤالي الأخير: أليس البادي أظلم؟! وإذا ما سألنا صغارنا يوماً ما عن معنى هذه الجملة سنخبرهم ليس دائماً يا حبايب! [email protected] twitter | @s_almashhady