طرابلس - رويترز، أ ف ب - أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن بنهاية التدخل العسكري للحلف في ليبيا الذي ساعد في إطاحة معمر القذافي وقتله. وقال راسموسن في مؤتمر صحافي بالعاصمة طرابلس: «أمر عظيم أن اكون في ليبيا... ليبيا الحرة». وأضاف: «لقد تحركنا لحمايتكم أنتم. ومعاً نجحنا. أصبحت ليبيا في نهاية الأمر حرة من بنغازي حتى البريقة ومن مصراتة إلى الجبل الغربي وإلى طرابلس».وأضاف انه فخور بالدور الذي قام به حلف شمال الاطلسي في الانتفاضة التي استمرت سبعة أشهر ضد القذافي والتي استخدم فيها الحلف طائراته وسفنه لضرب قوات القذافي. وقال راسموسن: «في منتصف هذه الليلة (ليلة الإثنين) ينتهي فصل ناجح في تاريخ حلف شمال الأطلسي. لقد بدأتم بالفعل كتابة فصل جديد في تاريخ ليبيا. قادتنا كانوا حريصين للغاية لضمان عدم التسبب في أي ايذاء لكم أو لأسركم». وقد استمرت عملية «الحامي الموحد» التي نفذها الحلف الاطلسي في ليبيا سبعة اشهر بمشاركة 18 بلداً، وقامت طائرات الحلف بأكثر من 26 الف طلعة جوية اكثر من ثلثها لاهداف «هجومية». ولم ينشر الحلف الاطلسي قوات برية منذ بدء هذه العملية في 31 آذار (مارس) تطبيقاً لقرار اصدره مجلس الأمن الدولي. لكن بعض الدول أرسل خارج اطار العملية مئات من الجنود، على غرار قطر. وتحدث صحافيون وخبراء ايضاً عن وجود قوات خاصة غربية. وعلى مدى سبعة اشهر، قامت مقاتلات الحلف ومروحياته بأكثر من 26 ألف طلعة جوية، منها اكثر من 9650 لاغراض «هجومية»، وفق حصيلة أعلنها الحلف هذا الاسبوع. لكن عدد الطلعات التي تخللها قصف تراجع في شكل ملحوظ خلال الشهرين الاخيرين اثر سقوط طرابلس. وفي البحر، سيرت عشرات من سفن الحلف دوريات في غرب المتوسط لضمان احترام الحظر على الاسلحة، وقامت بمراقبة اكثر من 3100 سفينة وشاركت في مهمات انسانية. وتم تدمير نحو ستة آلاف هدف او إصابتها بخسائر كبيرة، منها 1600 مركز عسكري و1300 مخزن ذخيرة ومئات من الآليات والرادارات وقاذفات الصواريخ وفق الحلف. ويضاف الى هذا العدد تدمير بنى تحتية دفاعية ليبية بين 19 و31 آذار (مارس) مع بداية التدخل العسكري الدولي قبل ان يتولى الاطلسي القيادة. والحلف الذي لم يتكبد أي خسائر بشرية لم يحدد عدد القتلى في هذه الضربات، لكنه يرى انه نجح في الحد من الاضرار الجانبية بنسبة كبيرة بفضل قواعد اشتباك صارمة جداً. وشاركت ثماني دول اعضاء في الحلف بينها بلجيكا وكندا وايطاليا ودولتان عربيتان هما الامارات وقطر في العمليات الجوية الهجومية. واكثر من شارك في هذه العمليات هما فرنسا وبريطانيا، فيما تولت الولاياتالمتحدة تقديم دعم عملاني اعتباراً من نيسان (ابريل). واستعانت بريطانيا ب 1200 من جنودها ونفذت مقاتلاتها اكثر من ثلاثة آلاف مهمة تشكل خمس العمليات. وكلفتها المهمة 300 مليون جنيه استرليني (344 مليون يورو) بينها ذخائر بقيمة 140 مليون جنيه، وفق ناطق عسكري. وبالنسبة الى فرنسا التي استخدمت طائرات من طراز رافال ومروحيات من طرازي بوما وغازيل، اضافة الى حاملة الطائرات شارل ديغول، قدر وزير الدفاع جيرار لونغيه الكلفة المباشرة بنحو 300 مليون يورو. وناهزت نفقات الولاياتالمتحدة 1.1 بليون دولار غالبيتها على معدات (طائرات من دون طيار وذخائر دقيقة). وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأحد، إن «القادة الليبيين أمامهم مهمة سياسية بالغة التعقيد وهم لا يتمتعون بخبرة كبيرة في السياسة».