قال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، الذي بايعه المواطنون على ولاية العهد في قصر الحكم في العاصمة الرياض بعد صلاة عصر أمس، إنه اعتبر اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود له وثقته فيه تكليفاً وتشريفاً ووساماً على صدره، لكنه أحسّ في الوقت نفسه بالمسؤولية الكبيرة تجاه الوطن برجاله ونسائه. وتعهَّد، في كلمة وجّهها أثناء مبايعته أمس، بأن يؤدي الأمانة ب «صدق وولاء وفاء». وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «علمنا وأثبت كيف يجب أن يُخدم الوطن، وكيف يجب أن يضحي الإنسان بكل شيء في خدمة أمته». وأوضح أن سياسات الملك عبدالله وقيادته مكّنته من أن يجعل السعودية «آمنة مستقرة في كل أمورها». وقال: «لدينا ملك صالح وفاهم وقادر، وشعبٌ وفيٌ كريم قادر على الإخلاص لوطنه والالتفاف حول قيادته». وذكر ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن لقاء البيعة «كان له الأثر الكبير في نفسي، لكني ترجمت ذلك إلى الترابط الكبير بين الأسرة وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين، وبين أبناء الوطن». وأعرب عن شكره لمقام خادم الحرمين على اختياره والثقة التي منحها له بتعيينه لولاية العهد. وقال: «لا أنسى ولا يمكن أن أنسى سلطان بن عبدالعزيز، هذا الرجل الفذ الذي قدم لوطنه الكثير والكثير منذ شبابه». وأضاف أن ما كان للأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود من أثر ووسيلة وتعامل «هي دروس أخذناها واقتنعنا بها، وإن شاء الله نتخذها منهجاً بعد منهج سيدي خادم الحرمين الشريفين الذي هو امتداد لملوك المملكة العربية السعودية». وأشار الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى أنه خدم تحت راية الأمير سلطان بن عبدالعزيز وكيلاً لإمارة الرياض عندما كان الأمير سلطان، رحمه الله، أميراً للرياض. وشدد على أن خادم الحرمين الشريفين لا يقلقه شيء سوى سلامة المواطنين والمملكة، مشيراً إلى الواقع الذي تعيشه البلاد حيث تحيطها الاضطرابات، لكن «بقيادته وثقته بشعبه الوفي، استطاع أن يجعل المملكة آمنة مستقرة في كل أمورها، ولولا ذلك لكان أصابنا ما أصاب غيرنا». وكانت حشود غفيرة من المواطنين توجهت إلى قصر الحكم في الرياض بعد صلاة عصر السبت لمبايعة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، فيما يتلقى أمراء المناطق اليوم (الأحد) البيعة نيابة عن ولي العهد في مناطقهم، وذلك تيسيراً على المواطنين ورفعاً للمشقة عنهم بحسب توجيهات الأمير نايف بن عبدالعزيز. واستقبل الأمير نايف في قصر الحكم أمس الأمراء والمفتي العام للسعودية والعلماء والمشايخ والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين الذين بايعوه على كتاب الله ورسوله ولياً للعهد. وكان في استقبال ولي العهد لدى وصوله إلى قصر الحكم أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وأعلن المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في كلمة بهذه المناسبة أن هذه البيعة «بيعة شرعية، بيعة دينية، لأنها بأمرين: الأول تعيين خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية أخاه نايف بن عبدالعزيز ولياً لعهده، مبنياً على علم وبصيرة وروية وإدراك بأن هذا الرجل سيسد ذلك الفراغ الذي خلفه عزيز على الجميع سلطان بن عبدالعزيز». وأضاف هذه البيعة بيعة شرعية، ونؤكد على الجميع الالتزام بها والمحافظة عليها، لأنها بيعة شرعية، لأن لولي الأمر أن يختار من يعلم أهلاً لها، وهذه مهمة عظمى، إذ هي أمانة، ويجب أن يختار لها من يغلب عليه الظن، إن شاء الله، ويؤمّل فيه القيام بحق هذه الأمانة، ولنا في ذلك سلف صالح، سلف عظيم سيد ولد آدم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه في آخر حياته، أشار على الصحابة وأوصاهم بأبي بكر الصديق وقال: «مروا أبابكر فليصل بالناس، وقال يأبى الله والمسلمون إلا أبابكر، وقال الصحابة رضيهُ رسول الله لديننا ألا نرضاه لدنيانا؟ فبايعه الصحابة، واتفقوا على بيعته». وقال إن خادم الحرمين من حرصه على الأمة وشفقته عليهم ورحمته بهم، وإدراكاً منه بالأمر المهم رأى أن الأمير نايف بن عبدالعزيز هو أولى الناس في هذه المسؤولية، فنحن مطيعون وسامعون جميعاً، مطيعون لأنها بيعة شرعية ولا يجوز نكثها ولا التشكك والتلكؤ فيها، بل هي بيعة شرعية واجب على كل مسلم الالتزام بها».