وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز في نيويورك، ونقل جثمانه إلى أرض الوطن، ومنظر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكبار أمراء الأسرة المالكة يقفون بكل حزن ينتظرون وصول الجثمان، كل ذلك أثار في نفس الدكتور فريد القرشي «الأسى» لأنه مر شخصياً بالموقف ذاته، ولم يجد غير الأمير سلطان بن عبدالعزيز يقف إلى جانبه ويخفف أحزانه. ويستعيد القرشي، وهو أستاذ طب الأسرة في كلية الطب في جامعة الدمام رئيس المنظمة العالمية لطب الأسرة لمنطقة شرق حوض البحر المتوسط، الموقف الذي يدل على «إنسانية الأمير سلطان التي لا أنساها طوال حياتي» قائلاً: «كنت أرافق شقيقي الدكتور فريد القرشي، الذي كان وقتها أميناً عاماً لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في رحلة علاجية في الصين، وشاءت الأقدار أن يتوفى أخي هناك. وحينها كنت في حيرة من أمري، فكيف سأنقل جثمان شقيقي، ليدفن في مكةالمكرمة، وكنت لا أقوى على شيء، فإجراءات وترتيبات النقل كانت شاقة ومرهقة، خصوصاً انه لا توجد حينها خطوط طيران مباشرة بين الصين والسعودية، ولا بد من المرور بثلاث دول للوصول إلى السعودية». وفيما كان القرشي في «قمة اليأس والإحباط» إذا بهاتف يأتيه معزياً ومواسياً ومطمئناً بأنه ليس وحده في هذا المصاب. ويضيف: «مرت عليّ لحظات وأنا بين الحقيقة والخيال، بين اليقظة والمنام، حتى تأكدت من صوت سلطان الإنسانية الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي قال لي، وهو يخفف آلامي وأحزاني: لقد أمرت السفارة السعودية في الصين، وطلبت من السفير ان يؤمن لكم جميع ترتيبات العودة إلى الوطن». وقال القرشي حين سمع خبر وفاة الأمير سلطان: «وقع علينا وقعاً شديداً، وأثار مشاعرنا وأحزاننا لما له من أعمال جليلة وأياد بيضاء، امتدت إلى المسلمين داخل المملكة وخارجها، وحتى غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى»، مضيفاً: «عُرف الأمير سلطان أباً حنوناً، ورجلاً كريماً سخياً، يؤثر على نفسه، ويبادر بأعمال الخير، ويسعى إلى تطويرها وتنميتها، ويهتم بالفقراء والمساكين وذوي الحاجة، بل كان همه الأكبر خدمة الناس أينما كانوا، وحيثما وجدوا.