شارك السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري أمس، في وضع الحجر الاساس لمشروع الحاجز البحري لجبل النفايات في صيدا الممول بهبة من المملكة العربية السعودية قيمتها 20 مليون دولار إلى جانب مبلغ مماثل رصدته الحكومة اللبنانية من موازنتها على سنتين. ويوفر المشروع ارضاً مساحتها 550 ألف متر مربع. وحضر الاحتفال بالمناسبة رئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري، وأمين عام «تيار المستقبل» أحمد الحريري، وشفيق الحريري، واستهله رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة بالإشادة بإسهامات المملكة في لبنان، معدداً الهبات التي قدمتها. ثم تحدث وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، شاكراً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والمملكة «التي احتضنت جميع اللبنانيين من دون تمييز وفي أحلك الظروف»، ومؤكداً أن «السعودية ساهمت في كسر الحواجز بين اللبنانيين، ولذلك كان اتفاق الطائف، الذي أصبح دستور البلاد»، وأضاف: «الملك عبدالله وقف إلى جانبنا في أصعب المحن وفي حرب تموز، وهو يؤمن بأن لبنان يجب أن يبقى موحداً متضامناً». وخاطب السياسيين اللبنانيين قائلاً: «تعالوا نعمل معاً لتصدير الكفاءات إلى الخارج لا أن نصدِّر النفايات، وتعالوا نتعالَ فوق الأحقاد وفوق الضغينة، فنحن لسنا بحاجة الى الصدر الضيق كي نعمِّر، بل نحتاح الى من يملك الصدر الواسع لكي نعمل». وأضاف: «تعالوا نكرِّم مَن زرع ونحن نحصد، لا أن نشتم مَن زرع وبنى وعمَّر وعلَّم وأعطى لبنان الخير». ثم تحدث عسيري، وقال: «الاهتمام بلبنان ليس جديداً على قيادة المملكة، التي لم تدخر جهداً ولم توفر فرصة إلاّ وساندت هذ البلد الشقيق، وأذكر على سبيل المثال رعايتها اتفاق الطائف وورشة اعادة الانماء والاعمار ودعم القطاعات المالية والاقتصادية». وأضاف أن «الجنوب لطالما حاز اهتمام خادم الحرمين الشريفين مثل المناطق الأخرى»، مشيراً الى أن صيدا «تقدّم نموذجاً يُحتذى به في العيش المشترك، الذي تثمنه المملكة وتدعو الاشقاء اللبنانيين الى صونه والحفاظ عليه وتعزيزه، وتعزيز الوحدة الوطنية، لأن ميزة لبنان هي تنوعه الديني والثقافي والحضاري ضمن الوحدة الوطنية». وأكد وزير البيئة ناظم خوري، أنَّ «التلوث البيئي ليس له حدود»، وقال: «أفخر وأعتزّ بأن أكون من الذين ساهموا في إنشاء مشروع كهذا، لأنَّ أهميته تكمن في شموليته»، ونوه ب «الجهد الذي بذلته النائب بهية الحريري والرئيس السنيورة والمملكة العربية السعودية». وسبق الاحتفال زرع شجرة الأساس لحديقة خادم الحرمين الشريفين في صيدا، والتي ستنشئها «مؤسسة الحريري» بهبة من الرئيس سعد الحريري على ارض قدَّمتها البلدية مساحتها 22 ألف متر مربع. بعد النشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة لروح ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبد العزيز، قال عسيري: «الحديقة هي عربون تقدير لجهود المملكة العربية السعودية تجاه لبنان ومدينة صيدا وأهلها بشكل خاص، وفي الحقيقة هي تعبير رمزي جميل عن عمق ومتانة العلاقة الأخوية القائمة بين المملكة ولبنان وشعبيهما الشقيقين، وعن مبادلة المحبة بالمحبة والوفاء بالوفاء»، مؤكداً أن «الثناء على دور المملكة تجاه لبنان وعلى مواقف خادم الحرمين الشريفين تجاه الشعب اللبناني الشقيق نسمعه في كل المناطق ومن الفئات كافة».