قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق، إن دعوة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) إلى انتخابات في الوقت الراهن تعني بصورة أخرى الدعوة الى إجراء انتخابات غير سلمية، لأنها لن تعبر عن آراء المواطنين بحرية وصدق. وربط الدعوة الى الانتخابات بتوفير أجواء طبيعية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيراً إلى الإجراءات الأمنية المشددة الموجودة حالياً في الضفة، وقال: «في ظل هذا التحكم الأمني، مَن يمكنه أن يضمن سلامة الانتخابات؟». وأوضح أبو مرزوق في تصريحات ل «الحياة»: «المخرج هو عودة الحياة طبيعية في كل من الضفة وغزة، وأن لا يكون هناك تذمر لدى أي طرف فلسطيني عند إجراء الانتخابات». واضاف: «ما يجري في الضفة حالياً من ملاحقة لعناصر حماس ومنع نشاطاتها وإغلاق مؤسساتها... يعني باختصار إغلاق أبواب شعبيتها». وتساءل باستنكار: «أين هي حرية المواطن في الإدلاء بصوته في ظل هذه الممارسات؟»، موضحاً أن مطالب حركة «فتح» في غزة ستتحقق، وبالتالي المطلوب أن تستجيب السلطة في رام الله أولاً لاستحقاقات الانتخابات. وقال أبو مرزوق: «نحن في حماس طرحنا المصالحة كأولوية للعمل بعد إنجاز الصفقة، ونريد مع حركه فتح والفصائل الفلسطينية كافة العمل لصوغ مستقبل فلسطيني من خلال برنامج وطني نتفق عليه، وإستراتيجية نتفاهم عليها». وتابع: «لا يمكن لأي تنظيم مهما بلغ حجمه أن يحقق إنجازاً منفرداً بعيداً من الآخرين»، لافتاً إلى أن «التطبيق الفعلي لاتفاق المصالحة من شأنه أن يدعم المفاوض الفلسطيني، خصوصاً في ظل الانسداد الراهن للمسار السياسي... بسبب الإصرار الأميركي على الاستئثار به، وكذلك رفض الإسرائيليين المطلق لأي تدخل دولي على هذا المسار باستثناء الأميركيين المنحازين لهم تماماً». وقال: «إن أي حركة تحترم نفسها». وسُئل أبو مرزوق هل فقدت «حماس» لدى إنجازها صفقة تبادل الأسرى ورقة قوية من يدها، فأجاب: «لا شك أن أسر الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت كان من أهم الأوراق التي كانت في أيدينا»، لافتاً إلى أنها «لم تفقد قيمتها لأنها أدت غرضها... وبلا شك أن العدد الكبير من الأسرى الذين أُفرج عنهم من السجون عزَّز من مكانة الحركة داخل المجتمع الفلسطيني، وكذلك من ثقة حماس في المستقبل». وتابع: «هذه ورقة طارئة، فنحن لم نأسر شاليت كي نحتفظ به ليظل ورقة بيد حماس»، موضحاً أن أسره مرتبط فقط بقضية الأسرى الفلسطينيين. ولفت إلى أنه «منذ البداية، فصلت حماس هذه القضيه وعزلتها عن الشأن السياسي»، مؤكداً أن «ثقة الشعب والمبادئ التي تسير عليها الحركة هي أعظم الأوراق التي نحتفظ بها حتى تستمر الحركة في نضالها وتحقق أهدافها». وعما يتردد من أن «حماس» أسرعت بإنجاز الصفقة على خلفية التأييد الشعبي لخطاب عباس الأخير في الأممالمتحدة، قال: «لسنا في حالة سباق، فهذه الصفقة بمجملها حدث وطني لأنها تضمنت الإفراج عن أسرى محكومين بمؤبدات، ولذلك لم يكن التنافس الداخلي مطروحاً»، لافتاً إلى أن الخط العام في «حماس» متوازن تجاه «فتح» والرئيس عباس. وقال: «داخل حماس، هناك من ينتقد باستمرار خط فتح السياسي ومسار أبو مازن ويركز على السلبيات، وكذلك الأمر هناك أصوات داخل فتح تنتقد حماس»، مشيراً إلى انتقاد بعضهم لصفقة التبادل رغم أنها كانت موضع ترحيب كل الفلسطينيين.