موسكو، لندن - «الحياة» - شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ورئيس وفد الجامعة العربية إلى دمشق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عقب عودته إلى الدوحة من دمشق على أن «هناك حرصاً عربياً واضحاً على حل الأزمة في سورية قدر الإمكان من دون تدخل أطراف أجنبية». وأكد حمد بن جاسم ل «قناة الجزيرة» ليلة أول من أمس أن الرئيس بشار الأسد «لم يوافق على كل ما قدمناه، وأن كل طرف (الحكومة السورية واللجنة العربية) طلب أن يراجع نفسه وبالذات الجانب السوري لأننا مكلفون من الجامعة العربية بنقاط محددة «. وجدد المسؤول القطري التأكيد «تفاوضنا بصراحة متناهية... أعتقد أن من المصلحة أن يتم التوصل لحل للموضوع وتجلس المعارضة والحكومة السورية وفق قرار الجامعة العربية للخروج من الأزمة وتنفيذ إصلاحات يتطلع إليها الشعب» السوري. وسئل عن رفض المعارضة السورية الحوار مع النظام واعتبارها أن الجامعة العربية أعطت مهلة إضافية للنظام لممارسة عنف إضافي، فرد بقوله «ما هو المقصود بالمهلة. فالأمور في سورية مستمرة باجتماعنا أو بعدمه. هناك حرص عربي واضح على حل الموضوع قدر الإمكان من دون تدخل أطراف أجنبية». وأضاف «سورية تهمنا كدول عربية ونحن حريصون على سورية. ولذلك نأمل بأن نستطيع أن نجد حلاً يرضي جميع الأطراف وطبعاً يرضي المعارضة في البداية بخاصة في قضايا الإصلاح وهي معروفة لدى الجميع والتي طالب بها السوريون. هذا هو الهدف الذي نصبو إليه». وتساءل الشيخ حمد في إطار حديثه «هل سنصل إلى هذا الهدف أم لا؟ أعتقد أن يوم الأحد سيكون اليوم الذي نتلقى فيه الرد (من الحكومة السورية) في الدوحة. وإذا توصلنا إلى شيء عندها تستطيع المعارضة أن ترفض أو تقبل. وتستطيع الحكومة السورية أن ترفض أو تقبل. وإذا لم نتوصل إلى شيء، سنكون صرحاء بأننا عجزنا عن التوصل إلى أي نتيجة في هذا الموضوع. لكن لابد أن نمشي إلى آخر خطوة، لأن هناك حرصاً عربياً بأن لا ندع مجالاً لتدخلات أجنبية، ولذلك يجب أن نرضي ضمائرنا أننا مشينا إلى آخر خطوة في هذا المشوار». وسئل عما إذا لم تتلق اللجنة العربية جواباً إيجابياً من الحكومة السورية، فقال «وفق ما كلفنا به سنرفع تقريراً إلى الجامعة العربية مباشرة ونطلب اجتماعاً عاجلاً للجامعة وهي صاحبة القرار. وستتخذ القرار الذي تراه مناسباً في هذا الموضوع». إلى ذلك، أعرب الناشط السياسي السوري المعارض جورج صبرة عن خيبة أمل «الشعب السوري» من الجامعة العربية، وشدد صبرة في لقاء مع محطة «روسيا اليوم» أمس على أن المعارضة تملك الحق في الطلب من منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية حماية دولية للمدنيين. وأوضح صبرة أن الشعب السوري «كان يتوقع أكثر» بعد ثمانية أشهر من القتل وأعمال العنف، مؤكداً أن السوريين كانوا يستحقون أكثر من ذلك. لكنه أعرب عن أمله بأن تنجح جهود الجامعة العربية في إخراج سورية من الوضع الحالي، وأشار إلى أن المطلوب من الجهد العربي هو مقاربة حلول حقيقية توفر مناخات مناسبة للخروج بمستقبل أفضل لسورية. وألقى المعارض السوري باللوم على سلطات بلاده في إفشال المبادرة العربية الأولى، وأعرب عن تشاؤمه من النتائج التي يمكن أن يتمخض عنها الجهد العربي الحالي لأن السلطة قادرة على إفشاله، ولفت صبرة إلى أن النظام لم يوافق حتى الآن على قرار جامعة الدول العربية، ووافق فقط على استضافة اللجنة الوزارية. كما قال صبرة إن الإضراب العام الذي دعا إليه المجلس الوطني شهد نجاحاً ملموساً في مدن سورية عدة.