برحيل الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة الأبرار، فقدت الأمة رجلاً عظيماً أسهم في بناء حضارتها، وكان له في كل موقع بصمة واضحة تخلد ذكراه العطرة، فكيف ينسى من كانت هذه سيرته وسجاياه، فلست وحدي من يقول لن ننساك ياسلطان الخير.. لأن الملايين ستقول ذلك. كيف ننسى ابتسامتك المشرقة.. وأياديك البيضاء في كل وجه من وجوه الخير.. سيدي لن ينسى جيشنا العظيم قيادتك الحكيمة له سنوات طوال، حتى جعلته مفخرة للوطن والمواطن. وسوف يذكر اليتامى أُبوتك الحانية التي أنستهم اليتم والحاجة.. كما غمرت الفقراء والمحتاجين بعطائك وبذْلك وإنفاقك عليهم، ويشهد على ذلك قصة تلك المسنة عندما رأيت صورتها وهي تحفر بيوت النمل لتأخذ منها ما خبأته من حبوب لتطعم أولادها، وستبقى هذه القصة محفورة في ذاكرة التاريخ شاهدة على واحدة من أعظم مواقفك الإنسانية، إذ كانت سبباً في ميلاد لجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة التي أصبحت غيثاً من جودك وعطائك لمتضرري المجاعة في مختلف أنحاء العالم. وهاهم أجيال القرآن الكريم داخل المملكة وخارجها الذين شملتهم رعاية مسابقة الأمير سلطان لحفظ القرآن الكريم يبكون رحيلك، ودموعهم شاهدة على حبك لكتاب الله عز وجل، مبتهلين إلى الله سبحانه أن يجعل ذلك في موازين حسناتك يوم القيامة. سيدي كل ما يقال عن سجاياك ومنجزاتك لن يبلغ طول هامتك وعلو مجدك وكثرة عطائك، وعزاؤنا أن الخير اقترن باسمك، فلا تُذكر إلا ويقال سلطان الخير. وختاماً يا سيدي: أنت لم تمت في قلوب محبيك، ولكنك رحلت إلى الرفيق الأعلى وطاب ذكرك حياً وميتاً، وستظل ما حيينا تسكن قلوبنا، وتلهج بالدعاء لك ألسنتا، فإلى لقاء أيها الأمير الشجاع والإنسان العظيم في جنات النعيم عند رب غفور رحيم ورحمك الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب. * مدير عام حرس الحدود.