فقدت الأمة العربية والإسلامية جمعاء والمملكة العربية السعودية خاصة رجلاً عظيماً بحجم قامة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز "رحمه الله" ولي العهد وصاحب الأيادي البيضاء وصاحب المبادرات الإنسانية داخل الوطن وخارجه، وبفقده تنطوي صفحات بيضاء كبيرة من العطاء والسخاء والكرم والمواقف الانسانية، وأنا شاهد حي على عدة مواقف إنسانية كبيرة قام بها الفقيد الراحل، وكنت كثيراً ما أطلب منه التوسط لحل خلافات عائلية وقبلية ويكون سريع الاستجابة وحاسماً في اتخاذ القرار سواء في إعتاق رقاب أو إنقاذ شخص من الموت وعلاجه على نفقته الخاصة ، وحين كنا نتردد في بعض الحالات الإنسانية أو نحاول ألا نشغله بأموره الجمة ومشاغله الكثيرة ، كان "رحمه الله" يلومنا بالقول لا تترددون لحظة واحدة في أي قضية إنسانية خصوصاً في إعتاق رقبة مسلم أو مساعدة مواطن بحل مشكلته، سواء كانت طبية أو مالية أو أي محنة يمر بها أي مواطن، كان أمير الإنسانية.. سلطان الخير مبادراً وكريماً على الكثير من العوائل والأفراد والمجتمعات، وسوف تفقده الكثير من العوائل التي ساعدها ووقف موقفا انسانيا تجاهها في حل مشاكلهم ومحنهم، سواء إعتاق رقابهم من الموت أو إطلاق سراحهم من السجون، أو معالجة مريض، فكيف لا وهو في مقدمة صفوف رجال الخير والعطاء في خدمة الإنسانية جمعاء ، وأعماله الكثيرة التي لا تحصى ولا تعد حيث أسس العديد من المؤسسسات الانسانية التي استفاد منها الملايين من البشر من أهمها مدينة سلطان للخدمات الإنسانية ومدينة سلطان للعلوم الإنسانية وبرنامج الاتصالات الطبيّة والتعليميّة ومركز سلطان للعلوم والتقنية ومؤسسة سلطان الخيرية التي استفاد منها الكثير من الرجال والنساء داخل وخارج المملكة، فهو رجل السخاء والمعروف وصاحب الأيادي البيضاء الندية والأبوة الحانية التي استفاد منها الكثيرون. والذين سوف يبكون عليه بحسرة وألم ولوعة على فراق سلطان الخير... فهو أب الأيتام ووالد المعسرين وأخ لمن ليس لديه عضيد.. وهذا الرجل العملاق حين نفقده نفقد أحد أركان الإنسانية الذي تعلمنا منه الكثير من المواقف الإنسانية والقيم العالية والعطاء الوفير والحنكة والحكمة والموعظة والصبر والمشورة، جعل الله هذه الأعمال الخالدة في ميزان حسناته وأعماله الخيرية التي لا تذهب ولا تزول وتشهد على مواقفه الإنسانية الكثيرة والضاربة أطنابها أصقاع العالم أجمع. فقد استطاع الفقيد ان يحول عمل الخير من عمل فردي إلى عمل مؤسسي ليغطي الكثير من احتياجات الناس ونفعهم. فطوبى لمن ملأ الأرض مواقف إنسانية لما كان يتحلى بها فقيد الوطن من خصائل وسجايا يعجز عنها الكثيرون. ونتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله" وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، وإلى الأسرة الكريمة المالكة وإلى الشعب السعودي النبيل في هذا المصاب الكبير. "إنا لله وإنا اليه راجعون".