توقفت الاشتباكات والمواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والقوات المنشقة ومسلحي القبائل في شمال العاصمة اليمنية صنعاء ظهر أمس، وسط أنباء عن لجنة الوساطة التي يرئسها رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء غالب القمش عاودت اتصالاتها مع الأطراف المتحاربة لفرض وقف إطلاق النار بموجب اتفاق كانت توصلت إليه أول من أمس ولم يلتزم به الأطراف المعنيون، وسط تبادل الاتهامات بخرقه. ولا تزال معظم أحياء وشوارع العاصمة اليمنية تعاني من انقطاع شبه كامل للتيار الكهربائي ومياه الشرب، بعدما توقفت المواصلات والحركة التجارية في شكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، إضافة إلى تعطيل معظم الخدمات العامة وإغلاق غالبية المدارس والجامعات أبوابها أمام الطلاب، وتعطيل عدد من المؤسسات الحكومية نتيجة تعرضها لقصف المتحاربين، واحتمال تعرض مؤسسات أخرى للقصف والاقتحام من قبل المسلحين المناوئين للنظام في المناطق والأحياء المجاورة لمواقع التوتر، في حين بات سكان الأحياء الشمالية للعاصمة مهددين بتفشي الأمراض نتيجة تراكم النفايات وإغلاق المراكز الصحية. وكانت الاشتباكات بين طرفي النزاع في صنعاء خلال ليل الثلثاء - الأربعاء وحتى صباح أمس أدت إلى سقوط 22 قتيلاً بينهم سبعة من مسلحي قبائل الشيخ صادق الأحمر في حي الحصبة ومحيطه، وتسعة جنود من القوات الحكومية، وأربعة مواطنين اثنان منهم قتلا فجراً بقذيفة هاون أصابت منزلهما، بالإضافة إلى شخصين قتلا في حي القاع أول من أمس. وأكدت مصادر متطابقة ل «الحياة» أن عشرات الجرحى سقطوا أيضاً في مواجهات صنعاء، في وقت ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات المماثلة في محافظة تعز (260 كلم جنوب صنعاء) إلى 8 قتلى مدنيين بينهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال أحدهم رضيع، إضافة إلى مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة وإصابة العشرات بجروح متفاوتة. من جهة ثانية، أكد سفير الاتحاد الأوروبي في صنعاء ميكيلي سيرفوني دورسو أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أكدوا أخيراً أهمية الإسراع في إخراج اليمن من الأوضاع الحالية، وقال خلال لقاء مع نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس أن «24 مليون يمني لا يمكن أن ينتظروا إلى ما لا نهاية للخروج من الأزمة الراهنة بتوافق وطني شامل». في حين أكد نائب هاد أنه «لا يمكن حل الأزمة من طريق القوة، وأن أي مغامرة من هذا القبيل سيكون مآلها الفشل، على أساس أن الحل العسكري لن يجدي بقدر ما سيزيد الأزمة تفاقماً وتعقيداً». وكانت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أعلنت أول من أمس أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أكد للسفير الأميركي في صنعاء أنه ينوي التزام المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه.