ببالغ الأسى والحزن استقبل أبناء المملكة نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بعد معاناة مع المرض، وفي هذا المصاب الجلل لا يسعني إلا أن أرفع أحر التعازي وصادق المواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وللأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي وللأمتين العربية والإسلامية في وفاة فقيد الأمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - رحمه الله - وأن ألهج بالدعاء إلى المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ويدخله فسيح جناته. من المعروف للجميع أن مسيرة سلطان الخير كانت حافلة بالإنجازات الوطنية لخدمة الدين والمليك والوطن والعطاءات الخيرية التي كم خففت على مصاب مصيبته، وكم هوّنت على شخص ملمّته، وكم أسهمت في شفاء مريض، وكم رسمت بسمة على شفاه معلول، وكم هماً أزاحته عن كاهل مهموم، وكان للأمير سلطان جهود جبارة في رفع اسم المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية والإقليمية والعربية إذ كان - يرحمه الله – لا يكل ولا يمل من العمل الدؤوب لكل ما من شأنه توفير كل سبل الرقي والنهوض بكل رقعة من هذا الوطن الغالي، والارتقاء بعمل جميع الأجهزة الحكومية، كما كان لسموه وقفات إنسانية دائمة تتمثل في دعم المؤسسات الخيرية العديدة والأشخاص، سواء داخل المملكة أو خارجها. ولاشك بأن رحيل فقيد الأمة سلطان الخير يمثل مصيبة كبيرة وفاجعة أليمة على المملكة وعلى الأمة العربية والإسلامية، فرحيله أفقد الأمة العربية والإسلامية شخصية محنّكة أسهمت في حل الكثير من القضايا الشائكة، كما عُرف سموه - يرحمه الله - بالسخاء المنقطع النظير، والبذل الكريم في أوجه الخير، والدعم الكامل للأعمال الإنسانية.. وسجلُ سلطان الخير سجل حافل على المستوى الرسمي بالحكمة والحنكة وقدرة الرجل القائد ذي الشخصية الأخّاذة القادرة على تحقيق الطموحات والأهداف، وكما أن لسموه تاريخاً لن ينسى في الأعمال الخيرية والإنسانية في الداخل والخارج، وقد تحولت جهوده في هذا المجال إلى نبراس يُحتذى. وعمد - يرحمه الله - إلى تأسيس جهات متخصصة تشرف على أعماله الخيرية والإنسانية، في نظرة ثاقبة هدفها تنظيم هذه الأعمال وضمان استمرارها، ومنها مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ولجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصّة للإغاثة وغيرها، ولا أدل على ذلك من المشهد المؤثر في الصلاة عليه، ومواراة جثمانه الثرى الذي شهدته جموعاً غفيرة من الناس سواءً رسمية أو شعبية من المستويات كافة والأعراق والأديان، كانت تودعه مؤمنة بقضاء الله وقدره، داعية له بالمغفرة والرحمة، ومن المؤكد أن أي كلمات تقال أو تسطر لن تفي سموه حقه مما تميز به من خصال كريمة وروح تواقة إلى عمل الخير ومساعدة المحتاجين وتخفيف آلآم الناس، ولكن عزاؤنا جميعاً فيه الدعوات الصادقة التي رُفعت إلى المولى عز وجل، والدموع الفياضة التي ذرفت على رحيل سموه. وفي الختام، لا يسعني إلا أن أُكرر عزائي لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني وللأسرة المالكة والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية في هذا المصاب الجلل، داعياً الله أن يجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يجزيه خير الجزاء، إنه سميع مجيب، وإنا لله وإنا إليه راجعون. * مدير عام الجمارك.