ببالغ الأسى والحزن استقبل أبناء المملكة صباح يوم السبت الرابع والعشرون من شهر ذي القعدة لعام 1432ه نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - بعد معاناة مع المرض، وفي هذا المصاب الجلل لا يسعني إلا أن أرفع أحر التعازي وصادق المواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وللأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي وللأمتين الإسلامية والعربية في وفاة فقيد الأمة - رحمه الله - وأن ألهج بالدعاء إلى المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ويدخله فسيح جناته. ومن المعروف للجميع أن مسيرة سلطان الخير كانت حافلة بالإنجازات الوطنية لخدمة الدين والمليك والوطن والعطاءات الخيرية التي كم خففت على مصاب مصيبته، وكم هوّنت على شخص ملمّته، وكم ساهمت في شفاء مريض وكم رسمت بسمة على شفاه معلول، وكم هم أزاحته عن كاهل مهموم، وكان للأمير سلطان جهود جبارة في رفع اسم المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية والإقليمية والعربية حيث كان - يرحمه الله - لا يكل ولا يمل من العمل الدؤوب لكل ما من شأنه توفير كل سبل الرقي والنهوض بكل رقعة من هذا الوطن الغالي والارتقاء بعمل جميع الأجهزة الحكومية، كما كان لسموه وقفات إنسانية دائمة تتمثل في دعم المؤسسات الخيرية العديدة والأشخاص سواء داخل المملكة أو خارجها. ولا شك بأن رحيل فقيد الأمة سلطان الخير يمثل مصيبة كبيرة وفاجعة أليمة على المملكة وعلى الأمة العربية والإسلامية، فرحيله أفقد الأمة العربية والإسلامية شخصية محنّكة ساهمت في حل الكثير من القضايا الشائكة، كما عُرف سموه - يرحمه الله - بالسخاء منقطع النظير والبذل الكريم في أوجه الخير والدعم الكامل للأعمال الإنسانية.. وسجل سلطان الخير سجلاً حافلاً على المستوى الرسمي بالحكمة والحنكة وقدرة الرجل القائد ذو الشخصية الأخّاذة القادرة على تحقيق الطموحات والأهداف وكما أن لسموه تاريخاً لن ينسى في الأعمال الخيرية والإنسانية في الداخل والخارج وقد تحولت جهوده في هذا المجال إلى نبراس يُحتذى وعمد - يرحمه الله - إلى تأسيس جهات متخصصة تشرف على أعماله الخيرية والإنسانية في نظرة ثاقبة من سموه هدفها تنظيم هذه الأعمال وضمان استمرارها ومنها مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، ولجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصّة للإغاثة وغيرها.. ولا أدل على ذلك من المشهد المؤثر في الصلاة عليه ومواراة جثمانه الثرى الذي شهدته جموعاً غفيرة من الناس سواء رسمية أو شعبية من كافة المستويات والأعراق والأديان كانت تودعه مؤمنة بقضاء الله وقدره وداعية له بالمغفرة والرحمة.. ومن المؤكد أن أي كلمات تقال أو تسطر لن تفي سموه حقه مما تميز به من خصال كريمة وروح تواقة إلى عمل الخير ومساعدة المحتاجين وتخفيف آلام الناس ولكن عزاءنا جميعاً فيه الدعوات الصادقة التي رُفعت إلى المولى عز وجل والدموع الفياضة التي ذرفت على رحيل سموه. وفي الختام لا يسعني إلا أن أُكرر عزائي لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ولكافة الأسرة المالكة والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية في هذا المصاب الجلل داعياً الله أن يجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة وأن يجزيه خير الجزاء إنه سميع مجيب.. و إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . مدير عام الجمارك