تكاد قلوب أفراد أسرة أبي فيصل تتفتق فرحاً لولا خشيتها شرط والد القتيل المتضمن عدم إجراء أي حفلات في حال خروج ابنهم من السجن، بعد استجابة فاعل خير خليجي لما نشرته «الحياة» أخيراً وتكفله بإنقاذ رقبته من القصاص بدفع أكثر من 16 مليون ريال من متبقي الدية التي حددت قيمتها الإجمالية ب20 مليوناً. وأوضح فهيد الرويلي والد فيصل أنه علم أمس (الثلثاء) بإقفال مبلغ الدية بعد أن تكفل رجل أعمال إماراتي بدفع المتبقي من ال20 مليون ريال وهو أكثر من 16 مليوناً، وقال: «لم أتمالك أعصابي أو أدري عن حالي حين تنامى إلى مسامعي نبأ فكاك ابني من الحبس، ولم أعلم عن نفسي إلا وأنا أجلس وكأني طوال أربعة أعوام ضاعت من عمري قضيتها واقفاً أسأل إلى أين أتجه». وأضاف: «لا أستطيع سرد كل ما يجيش بخاطري، أشعر بحاجتي الملحة جداً إلى الصمت والدعاء لكل من عانى ووقف معنا من الإمارات والسعودية وكذلك الأمير خالد الفيصل». وكانت الدموع تغالب أجفانها وهي تأبى إلا أن تخرج مدراراً، جاء حديث أم فيصل ل«الحياة» مؤثرا،ً إذ تسابقت منها الكلمات مع الدعاء والثناء لله، وتابعت: «لا أستطيع أن أتصور مدى فرحي وسعادتي بعتق رقبة ابني من الموت التي نحبسها في قلوبنا نظراً لمراعاة والد القتيل الذي شرط من ضمن الدية عدم الاحتفال في أي شكل من الأشكال، يكفينا خروج فيصل وعودته إلى حضني فهي بحد ذاتها احتفالية كبيرة تشهد عليها أضلعي وأدمعي، الحمد لله، وأساله تعالى أن يجزي خير الجزاء كل من وقف معنا، في الدنيا والآخرة». وتسارعت صرخات شقيقة فيصل «أمل» التي أكدت أن الدنيا مازالت تحمل الطيبين الذين يقفون مع من يغالب الهم منامهم وتظل الدموع ري ظمئهم، مشيرة إلى أن أعينها توقفت عن ذرفها بعد ضمها أخاها إليها، بل إنها عاجزة عن إغلاق فمها من الابتسامة: «أبتسم كل لحظة، أبتسم بلا انقطاع، أبتسم بيني وبين نفسي وكأني أريد أن أملأ الدنيا ابتسامات، لا أستطيع إخفاءها في انتظار الساعة التي يعود فيها شقيقي إلى المنزل الذي افتقده، وتذهب تلك الليالي التي كنت أرى فيها أمي وأبي يحتضران أمامي من الألم وقلة الحيلة، الحمد لله كل ما كان همٌّ وانطوى».