في وقت بدت القوى السياسية المصرية منقسمة قبل الانتخابات البرلمانية المرتقبة، برزت مخاوف واسعة من سيطرة «فلول» الحزب الوطني المنحل على أول برلمان ينتخب بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت الرئيس المخلوع حسني مبارك وحزبه. ودعا خبراء وناشطون «القوى الثورية» إلى إنهاء خلافاتها الانتخابية وتوحيد صفوفها ضد «فلول الوطني». وحذر مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور ضياء رشوان، من أن استمرار الانقسام بين الكتل والتيارات السياسية «سيسمح بوصول أعضاء سابقين في الحزب الوطني المنحل إلى البرلمان المقبل على أكتاف الثوار»، داعياً كل القوى السياسية إلى «التنسيق»، خصوصاً أن «الفرصة لا تزال سانحة». ويتفق القيادي البارز في حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» الدكتور محمد البلتاجي، مع طرح رشوان، ويقول ل «الحياة» إن «على القوى السياسية أن تبتعد عن المشاحنات الجانبية، وإلا سنجد فلول الحزب الوطني يدخلون البرلمان المقبل أمام مرأى الجميع ومسمعهم»، مشدداً على «اننا (الإخوان) نرغب في برلمان يمثل القوي السياسية بكل انتماءاتها. ولا يجب أن يكون هناك استقطاب إسلامي-إسلامي، وإسلامي-ليبرالي، وإنما يجب أن يكون هناك تحالف في مواجهة بقايا النظام السابق». وعلى النهج نفسه سار القيادي في الحزب «المصري الديموقراطي الاجتماعي» الخبير السياسي الدكتور عماد جاد، الذي عزا الانشقاقات التي حدثت في الكثير من التحالفات إلى «غياب الوعي والخبرة الديموقراطية». وأبدى تخوفه الشديد من «الاستقطاب الثنائي» في البرلمان المقبل بين قطبين أحدهما للأحزاب الإسلامية والآخر للأحزاب الليبرالية واليسارية. منبهاً إلى انه «إذا حدث ذلك، فإنه يضع الوطن بأكمله في بوتقة النظام السابق وسيكون إعادة إنتاج لهذا النظام بكل ملامحه وصفاته». ويخوض قياديون وأعضاء سابقون في الحزب الوطني المنحل، المنافَسةَ على نحو 30 في المئة من مقاعد البرلمان، بحسب تقارير مراقبين، سواء من خلال أحزاب جديدة أو كمستقلين، وينتشر هؤلاء خصوصاً في صعيد مصر، كما أنهم تقدموا بكثافة للمنافسة على مقاعد مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) في الانتخابات المقررة في كانون الثاني (يناير) المقبل. وانتهت غالبية الأحزاب من التقدم بأوراق الترشيح عشية غلق باب الترشح اليوم. وقال الأمين العام ل «الحرية والعدالة» الدكتور سعد الكتاتني، إن حزبه أنهى التقدم بطلبات الترشيح، مشيراً إلى أن اجتماعاً سيعقد خلال أيام لأعضاء «التحالف الديموقراطي من أجل مصر» الذي يضم عشرة أحزاب لحسم ملفي الدعاية والبرنامج الانتخابي، والاستقرار على الشعار. وأعلنت «الكتلة المصرية» التي تضم ثلاثة أحزاب هي «التجمع» و «المصريين الأحرار» و «المصري الديموقراطي الاجتماعي»، الانتهاء من تشكيل قوائمها الانتخابية، مؤكدة أنها ستنافس على غالبية مقاعد البرلمان، وأنها ستخوض الانتخابات في جميع المحافظات ب233 مرشحاً في 46 دائرة.