تواصل أجهزة الأمن عمليات البحث والتحري، لكشف تفاصيل جريمة السطو المسلح، التي نفذها مجهولون على إحدى ديوانيات محافظة القطيف، مساء الخميس الماضي، وشهدت اختطاف ثلاثة شبان، من أصل خمسة، كانوا يتواجدون في الديوانية إضافة إلى سرقة ممتلكاتهم. وقال الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، في تصريح ل «الحياة» أمس: «إن عمليات البحث والتحري، تتواصل في هذه القضية». فيما علمت «الحياة»، أن جهاز «آيفون» استولى عليه المهاجمون، كان أحد أبرز الوسائل في تحديد مكان وجودهم مع المختطفين الثلاثة، بعد ساعتين من وقوع الجريمة. إلا أن ذوي الثلاثة أكدوا أن الساعتين مرت عليهم «كعامين»، لعدم معرفتهم بدوافع الاختطاف، وإلى أي جهة سيتوجه لها الخاطفون بمعية المختطفين. فيما وصف هؤلاء ما مر بهم ب «الحلم»، أو «أفلام هوليود»، واستنكروا الجرأة التي اتصف بها الخاطفون الخمسة، في الدخول إلى الديوانية، ملثمين ومسلحين، في التاسعة مساء، وطلبوا من جميع المتواجدين «الاستسلام والاستلقاء، وأن تكون وجوههم مقابل الأرض مباشرة». وباشروا البحث عن كل ثمين، لسرقته. وكانت حصيلتهم مبالغ مالية، وبطاقات صرف آلي، وجهاز «آيفون». وساهم بقاء الجهاز المسروق مفتوحاً،ً في تحديد موقعهم بعد الخروج من الديوانية، إضافة إلى سيارة أحد المختطفين، التي قاموا بالاستيلاء عليها فور خروجهم. وقال الدكتور عادل الخطي، والد مؤيد (أحد المختطفين)، في تصريح ل «الحياة»: «إن الديوانية التي يجلس فيها الشبان معروفة على مستوى القطيف، ويجلس فيها مجموعة من الشبان من أسر معروفة، جميعهم خريجي جامعات»، مستغرباً من «الجرأة التي دفعت الخاطفين لارتكاب فعلتهم في هذا الوقت، من يوم الخميس، إذ الشوارع تكون مزدحمة، وكان عدد المتواجدين في الديوانية خمسة شبان، تمكن أحدهم من الفرار، وإبلاغ الشرطة، في الوقت الذي دخل فيه ثلاثة مسلحين، ملثمين، وقاموا بإفراغ جيوب الشبان، وربط أيديهم، وتكميم أفواههم، مع تغطية عيونهم، وخرجوا بهم من الديوانية، بعد أن سرقوا سيارة أحد الشبان المختطفين، وقاموا بسحب مبلغ خمسة عشر ألف ريال من حسابات الثلاثة». ورجح أن يكون سبب اختطاف الشبان هو «التأكد من الرقم السري للحسابات المصرفية». وذكر الخطي، أن «أحد الشبان المتواجدين في الديوانية يملك جهاز «آيفون»، وكان مربوطاً في جهاز «آيباد» موجود في الديوانية، واستطاع رجال الأمن تحديد موقعه في طريق أحد (الهدلة)، بالقرب من محطة «ميد»، وفور وصول الدوريات إلى الموقع، لاذ المهاجمون بالفرار، تاركين السيارة التي كانوا يستقلونها، إضافة إلى السيارة المسروقة، وبقية المسروقات، ولم يستولوا إلا على المبالغ المالية التي سُحبت. وكانت 15 ألف ريال، وأيضاً قاموا بإطلاق الرصاص، كنوع من التخويف. إلا أن تدخل رجال الشرطة وإصابتهم لأحد الخاطفين، كان له دور هام في حسم القضية». وأضاف «رأيت السيارة، إذ كان زجاجها الخلفي ملطخاً بالدماء، والسيارة التي حضروا بها إلى موقع جريمتهم، وتبين أنها مسروقة، وغُيرت لوحتها أيضاً، وتبين أن لهم شريكاً رابعاً، كانوا يتواصلون معه هاتفياً». وعن الأزمة التي مر بها مؤيد، قال والده: «أصيب بنوع من الصدمة والذهول مما حدث، فيما لم يتمكن من النوم بسهولة وسكينة كعادته، فالشبان المختطفون يجلسون في أحد المنازل في حي الناصرة، ويفترض أن ذلك يشكل نوعاً من الأمان، وليس مصدراً للقلق».