وقفت على بوابة الحياة التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وتصفحت أوراق الزمن، وعرفت كم هي قيمة العظيم عند موته، ومغادرته لهذه الدنيا الفانية. «تلفتت روس المخاليق وين أنت» صدق «أمير الشعر خالد الفيصل» الذي ينتشي ويعتزي بعمه في كل الأوقات «وإن ضاقت الدنيا تذكرت سلطان لا واهني من كان سلطان عمه». في يوم عودة فقيد الوطن بعد رحلته العلاجية السابقة تشرفت بأن كنت ضمن ضيوف «مساء الرياضية» وعلى مدى ثلاث ساعات تقريباً، والجميع يستعرضون مواقفه الخيرة، وأعماله الإنسانية، وهي الأعمال الصالحات الباقيات التي تذهب معه، هناك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وتشرفت بمرافقة «سلطان الخير» خلال جولاته الميدانية على القطاع الجنوبي فكان يشع بابتسامته التي لا تفارق محياه، ويهتم كثيراً بإنسانية وكرامة مستقبلية فيحضر في الموعد المحدد دون تأخير يرهق المسنين وذوي الظروف الصحية الصعبة، ويضيف على ذلك روحه النقية في التعامل مع كل شرائح المجتمع، لذا أحتل مساحة كبيرة من قلوب البشر لصدقه في التعامل والتزامه بالمواعيد وتواضعه مع الجمع ولعدة صفات لا أستطيع حصرها، ولكن الذاكرة تحتفظ بكل الصور الجميلة للفقيد. خبر وفاة إنسان قائد مثل سلطان بن عبدالعزيز هز الأفئدة والقلوب وتسابقت المشاعر بالدعاء للفقيد الذي قدم لبلده ولشعبه وللأمتين العربية والإسلامية الكثير والكثير، وتسجل أوراق التاريخ مواقفه التاريخية لأنه أختار الصدق والأمانة والتواضع عنواناً لعمله وتعامله. مات «سلطان الخير» وفقدنا عظيماً سينصفه التاريخ، وسيظل ملء السمع والبصر، وسندعو له بالمغفرة في حياتنا اليومية وفي صلاتنا، وسنحتفظ بصورته النقية في قلوبنا ومشاعرنا للأبد. مات العظيم ولن نشاهده مرة أخرى، ولن نكحل عيوننا بطلعته «البشوشة» المبتسمة دائمة، «مات العظيم وعود الشوف مطعون». تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. [email protected] twitter | @1964Saleh