يودع الرياضيون العرب «الدوحة» وهم يحملون ذكريات أجمل وأروع دورة عربية للألعاب الرياضية تنظيماً فقط، أما الأرقام والجمهور وبعض السلبيات فحدث ولا حرج. «دوحة العرب» تسدل الستار مساء الليلة على منافسات دورة الألعاب العربية ال12 التي شهدت تنظيماً رائعاً وحفل افتتاح مبهر وروحاً قطرية مغلّفة بحسن التعامل والتواضع والاحترام لكل ضيوف دورتهم. الدورة نجحت وحققت أعلى درجات الجودة لأن القطريين برعوا في تنظيم البطولات العالمية في العقدين الماضيين، وأصبح عند كوادرها الإدارية خبرة تراكمية تسمح لهم بتنظيم أي حدث قاري أو عالمي بسهولة تامة، وفيما نشيد بجودة التنظيم وروعة حفل الافتتاح، وجماليات المنشآت التي تتفوق على أوروبا وأميركا، لا يمكن إغفال بعض السلبيات من سوء قيادة المجموعة التي عملت في النادي العربي لاستخراج بطاقات الاعتماد ويكفي سوء القيادة في هذه المجموعة أن منح فريق العمل إجازة يوم الافتتاح بعد أن عملوا أربع ساعات فقط، وهذا أمر لا يصدق ولا يليق بدورة صُرف عليها الكثير ليأتي من يغيب فريق العمل لحظة حضور الضيوف، النقطة السلبية الثانية تكمن في سوء تقدير لجنة السكن لبعض الضيوف، ويكفي أن أشير إلى أن ضيفاً مدعواً ومهماً للغاية احتاج لساعات عدة لكي يحصل على غرفة في الفندق المحجوز له فيه، وبعد ساعات عدة وليست دقائق أبلغوه أن الغرف نفدت، وبالتالي عليه البحث عن غرفة في فندق آخر، أما المواصلات فحدث ولا حرج، فالسيارات متوافرة والسائقون غير ملمين بالمطلوب منهم، بل إن بعضهم يترك الضيف ويغيب كما يشاء، الغياب الجماهيري كان علامة سلبية لم يتم وضع الحلول المناسبة لها، وقد يكون لبعد المسافات دوراً في ذلك، وأعتقد أن شبكة المترو ستحل هذه المعضلة في البطولات القادمة. الدورة في مجملها من أجمل وأروع الدورات، وقد حضرت آخر خمس دورات وتفوقت قطر على الجميع، وصدق الصديق عبدالرحمن السلاوي رئيس الوفد السوداني عندما قال: إن قطر أحرجت جميع الدول العربية بهذا التنظيم المثالي، وقال الله يكون في عون لبنان ومن ينظم أي مناسبة عربية مقبلة. العرب يلوحون بالوداع لدوحة العرب ويستعدون للدورة المقبلة في لبنان على أمل تحسين الأرقام التنافسية التي وصلت للحضيض، وكانت متدنية للغاية في الدوحة بل مخجلة في بعض الألعاب. [email protected] twitter | @1964Saleh