ردمت بلدة ترشيش التي تقع على تخوم البقاع اللبناني أمس، وعلى عجل حفراً كانت فتحتها وزارة الاتصالات في خراج البلدة في إطار ورشة لمد شبكة الألياف البصرية. وكادت ورشة الأشغال هذه أن تتسبب الجمعة الماضي بمواجهة مع «حزب الله»، الذي حضر بعض عناصره إلى المكان وحاولوا تمرير أنابيب كابلات اتصالات خاصة بالحزب إلى جانب شبكة الدولة، فتصدى لهم الأهالي ومنعوهم. وامتدت عملية تمديد شبكة الدولة والردم حتى ساعات متأخرة من ليل أول من امس، في محاولة من القيمين على البلدة لتجنيبها تداعيات حادث الجمعة وخصوصاً انه انتهى على زغل، إذ إن الأهالي أصروا على منع تمرير شبكة الحزب ضمن أملاكهم الخاصة، فيما أصر مسؤولو الحزب في المقابل على تمريرها، ونقل الأهالي عنهم أنهم هددوا ب «7 أيار آخر إذا لم يسمحوا للحزب بتمرير شبكته التي شملت كل لبنان ولن تقف ترشيش عائقاً أمام استكمالها». وكان «حزب الله» أجرى محاولة قبل فترة لمد خطوط شبكته في أراضي ترشيش إلا أن الأهالي احتجوا وسرب الأمر إلى الإعلام وجمد في حينه. وقال رئيس بلدية ترشيش غابي سمعان ل «الحياة»: «المسافة التي يريد حزب الله مد شبكته فيها هي 3 كيلومترات في خراج بلدة ترشيش، وكنا سارعنا (ليل أول من امس) إلى إنهاء ورشة وزارة الاتصالات وردم الحفر، وننتظر مراجعة احد من المعنيين في وزارة الاتصالات أو أي وزارة أخرى للوقوف على المخالفة التي يريد حزب الله ارتكابها في أملاك الدولة إلا أن أحداً لم يراجعنا حتى الآن أو يصدر موقفاً يؤكد فيه منع الاعتداء على القانون وأملاك الدولة، في وقت كان مسؤولو حزب الله ممن حضروا إلى اجتماع دعينا إليه (أول من) امس، مع الأهالي لحل الخلاف الحاصل، أصروا على تمرير شبكة اتصالات الحزب ولوحوا في غيابي عن القاعة ب 7 أيار أخر». وكان رئيس البلدية طلب من عناصر «حزب الله» إبراز ترخيص أو إذن يخولهم مد شبكتهم إلى جانب شبكة الدولة «لكنهم لا يملكون أي مستند». وأكد أن أهالي البلدة «مستنفرون ولن يسمحوا بمدّ هذه الخطوط»، لكنه اكد في الوقت نفسه «إننا سنعطي وقتاً لإعادة التواصل وحل الأمور بهدوء». مكتب صحناوي وكان المكتب الإعلامي لوزير الاتصالات نقولا صحناوي اصدر بياناً ليل أول من امس، اكد فيه انه «لا يحق لأي جهة رسمية أو غير رسمية أن تستعمل شبكة الوزارة لوضع أي إمدادات خاصة بها قبل استحصالها على إذن قانوني مسبق من الوزارة». وسارع عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري إلى اتهام «حزب الله» ب «مواصلة قضم الدولة والسيطرة على مفاصلها»، معتبراً أن الحزب «لم يعد يستطيع الاختباء وراء اصبعه». وعلق على بيان الوزير صحناوي بالقول: «هذا الأمر نعرفه، وكأن الوزير يتكلم عن أربعينات القرن الماضي، ولكن هل هو مستعد أن يقوم بواجباته ويحمي هيبة الدولة من أمور أخرى. قطعاً هو لا يستطيع أن يواجه حزب الله وهذه الشبكة سيمررها الحزب، وإذا لم يكن بالعلن فبطريقة أخرى، وسمعنا أنهم مستعدون للقيام ب7 أيار جديد ضد من يقف في طريقهم. واضح من خلال الموقف الخجول لوزير الاتصالات أنه لا يعبر عن موقف جاد لوزير يريد حماية هيبة الدولة وحماية الشرعية».